رحلة الشيطان في عداء الإنسان
حديثنا في هذا المجلس عن مداخل الشيطان أجارنا الله تعالى وإياكم منه، نحن اتفقنا أن كيد الشيطان ضعيف، الله أخبرنا بذلك {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً} واتفقنا أنه يدفع بالذكر، فما الحاجة إلى الخوض في تفاصيل مداخل الشيطان؟؟ نحن بحاجة إلى ذلك لأن هذا يعطي الإنسان التبصر بنفسه هو.
الشيطان إذا ذكرت الله خنس، لكن الشيطان من أين يدخل عليك؟ والله لولا ظلمة النفوس، لولا أمارية النفوس في السوء، لولا حظوظ النفوس، لولا أمراض القلوب، ما استطاع الشيطان أن يدخل.. يعني يمكن أن يصل الإنسان إلى حالة الشيطان فيها لا يستطيع أن يوسوس له؟ نعم يمكن والدليل قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “إن الشيطان ليفرق منك يا عمر” -الجامع الصغير للسيوطي بسند صحيح- ليس فقط الشيطان يعجز عن اللعب بقلبك والوسوسة يخاف من ظلك يشرد يهرب من ظلك وقال صلى الله عليه وآله وسلم : “ايه يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك” أي أن الشيطان لا يصلح أن يقترب من ذات قد إمتلأت بهذه المعاني..
ومن علامات أصحاب هذه الذوات أنهم لا يأمنون جانب الشيطان، طيب الشيطان لا يقدر أن يقترب منهم هو لا يقدر أن يقترب منهم لأنهم قد هذبوا أنفسهم رقوها لله عزوجل أيضا هم لم يأمنوا جانب الشيطان.
* قصة : كانوا يذكرون عن إمام أهل السنة في زمانه أحمد بن حنبل رضي الله عنه ورحمه ونفعنا به لما كان في سكرات الموت رزقنا الله وإياكم حسن الخاتمة وخفف عنا سكرات الموت كان أصحابه من حوليه عندما يرون السكرات تأخذ به يرددون حوله لا إله إلا الله سنة عندما يحضر أحدكم عند محتضرأن يردد عند مسمعه لا إله إلا الله لا يقل له قل قل لا إله إلا الله لانه كرب الموت وشدة الموت تجعل الإنسان قد يستثقل أحياناً الكلام الذي بجانبه فتكون آذيته جعلته يستثقل لا إله إلا الله وهو في آخر عمره لكن رددها على مسمعه فإن نطق اسكت أفتكر أن يكون هذا آخر كلام فإن نطق بشيء آخر كرر لا إله إلا الله على كلٍ.
كانوا عند الإمام أحمد بن حنبل، فكانوا يقولون له: لا إله إلا الله، فكان هو يقول: لا ليس بعد ليس بعد!! إمام أهل السنة أحمد بن حنبل يقولون: لا إله إلا الله وهو في سكرات الموت لا ينطق بها وهو يقول: لا ليس بعد!!، فأخذهم وجوم خافوا قلقوا طلابه وأحبابه ففتح عينه بعد أن افاق قليلاً فقال: هل كنتم تقولون شيئاً هل كنتم تقولون شيئاً؟؟ قالوا: نعم كنا نقول لا إله إلا الله وكنت تقول لا ليس بعد، قال: أما وإني لم أكن أكلمكم ولكن إبليس -أعاذنا الله- منه قد ظهر لي وهو عاضٌ على إصبعه يقول آه أفلتَّ مني يا ابن حنبل!! يريدني أن أعجب بنفسي فألقى الله على العجب، فقلت له: لا ليس بعد.. أي ما دامت الروح في الجسد فلا يمكن أن آمن هذا المكر. هؤلاء أصحاب النور الذي لا يستطيع الشيطان أن يلج إلى قلوبهم هم أكثر الناس تنبهاً وتحذراً وحيطةً انتباهاً من مداخل الشيطان لهذا نحن بحاجة لمعرفة مداخل الشيطان .
أولاً لنفقه في هذا الطريق ونعرف أن هناك أنفسنا لا يقوى الشيطان على التأثير على الإنسان إلا بقدر السوء الذي في نفسه هو، الإنسان بقدر النصف الذي منك الشيطان يستطيع أن يصل إليك وكلما ارتقيت كلما ضعفت صورة الشيطان معك لكنه يحاول أن يدقق في الحيل الأمورما ييأس الشيطان مادامت الروح في الجسد ..