الحمد لله حمداً ندخل به في حصنه من شر شيطان وأذاه ومداخله وسواسه وصلى الله وسلم على من حصن أمته بهديه وتذكيره وتنبهيه وتعليميه حتى تركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا و مولانا محمد وعلى آل بيته وأصحابه وعلى تابعيهم و التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
كان الحديث في المجلس الماضي قد انتهى بنا إلى الأخذ بمعرفة الموازين التي نميز بها بين الخواطر فنميز بين خاطر الخير والشر وأنواع خواطرالشر لندفعها بما يتناسب معها وأنواع خواطر الخير لنتلقها بما يليق والأدب مع المصدر الذي تأتي عنه، وختم المجلس الماضي بالتمييز بين خاطر الخير الحقيقي وخاطر الشر الذي يأتي في صورة الخير ليوقعنا في شر أشد منه أو ليفوت علينا خيراً أكبر منه.
على كلٍ لعلكَ.. لعلكِ من المجلس الماضي والذي قبله إلى الآن ابتدأت تخاطب نفسك في شأن الخواطر، بالمناسبة قبل أكثر من خمسة عشر سنة تقريباً كان درس عن الخواطر مع بعض إخواننا من الطلاب كنا نقرأ في منهاج العابدين لحجة الإسلام الغزالي، ولما جاء عند ذكر الخواطر وجاء شرحها قيد الشباب أي كتبوا المسألة ففوجئت بعدها بشهر بشهرين بأحد الشباب
صمم برنامجاً على الحاسوب تدخل عليه الخاطر يسألك أسئلة شيء فشيء إلى أن يوصلك هذا خير أو شر، ومن أي مصدر جاء .. كان في تلك الفترة لايزال بدائياً لا أدري هل طوروه الشباب أم لا؟! لكن هذا ملمح إلى ما يمكن أن يُعمل في نشر هذا العلم بيننا، نحن بحاجة اليوم في سيرنا إلى الله إلى إحضار هذا العلم فيما بيننا، إحضاره على مختلف المستويات في الجامعات في المدارس في السوق في المسجد في تعاملاتنا في خروجنا في رحلاتنا، دعونا نتذاكر مع بعضنا البعض في مثل هذه المعاني التي تعيننا في سيرنا إلى الله عزوجل، إذا جلستم مع بعضكم في مناسبة في خروج في دخول على البحر في الجبل تذاكروا في شيء من هذه المعاني، إذا أعطى الله عزوجل أحدكم مُكنة إما في برمجة أو في غيرها، يفكر في كيفية خدمة هذه المعاني من كانت لديه مُكنة إعلامية أياً كانت وظفوا إمكانياتكم في إحياء هذا العلم بين الأمة لأنه روح الدين، وعليه مدار ارتقاء أمتنا .. لأمة عندما ربى أعداد منها نور الدين زنكي بالقرب من هذا المكان في جبل قاسيون على إحياء علوم الدين كان خريجو هذه المدارس أمثال صلاح الدين الأيوبي وجيش صلاح الدين الأيوبي الذين فتحوا بيت المقدس، الأمة بحاجة إلى تثوير علم السلوك السير إلى الله عزوجل ..