مداخل الشيطان
هناك سبعة مداخل ذكرها أهل العلم للشيطان، هذه المداخل السبعة تستطيع أن تعتبرها أمثلة أي ملامح لمداخل الشيطان أما تفاصيلها يمكن أن تتفرع منها سبعين.. سبعمائة.. سبعة آلاف.. سبعمئة ألف لا منتهى لها، الشيطان لا يمل ولا يكل، لكن السبعة هذه أساسية التي من خلالها يدخل الشيطان .
1. صرفك عن العمل
قررت أن تعمل شيء من الصالحات، لا ما في داعي!! أذن الفجر قم صل، تعبان نام الله غفور رحيم!! يعني الغي فكرة العمل، ورَدُها بالاستعاذ بالله منه ومخاطبة النفس بإني في حاجة للعمل وإن لم أعمل فبمَ ألقى الله؟ كيف أرضي الله ؟ كيف أهذبك يا نفسي الأمارة بالسوء ؟ هذا الجواب على من؟ على الشيطان؟! لا، الشيطان لا يحتاج إلى مناقشته، الشيطان: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) لكن هذا الجواب على النفس التي استقبلت وسوسة الشيطان، الوسوسة تكون من أين؟ في قلب مؤثرة في النفس، أنت تجيب على أثر الشيطان في نفسك أنا بحاجة إلى العمل فإذا قال الإنسان أنا بحاجة إلى العمل ينصرف الشيطان؟ ينصرف عندما تذكر الله، سكت يرجع مرة أخرى يقول لك : اعمل العمل لكن ليس الآن!! بعد قليل.. وهذا المدخل الثاني..
2. التسويف
بعد قليل.. غداً بعد غد!! فقط فترة الإجازة، الآن بدأت عندي عطلة أخلص العطلة وأرجع إن شاء الله أحافظ على الصلاة، وبعدها نبدأ ننتظم في الصلاة بعدالعطلة ولكن يقول لك الزكاة!! تقول: أخلص الصفقه الفلانية وأبدأ أخرج الزكاة، أترك الربا!! لا لا بس باقي لي عدد معين حتى أكون في مستوى معين في العمل والدخل، التسويف التأجيل غداً بعد غد، غداً بعد غد، فقط لما أتزوج وإن شاء الله أستقيم وأكون تمام ..
علاجه:
بالنسبة للشيطان: الإستعاذ بالله مالنا منه إلا الاستعاذ بالله منه الذكر يخنس.. وبالنسبة للنفس : أمرين :
الأول : تتذكر الموت، أن الموت له موعد يستأذنك؟ في أي وقت يأتي, افرض جاءك الموت قبل أن تتزوج؟ كيف تعمل مع الله؟ تقول: يارب أنا قلت أريد أعمل صالح لكن لما أتزوج؟!! جاءك الموت قبل أن تنال الصفقة وتترك الربا, جاءك الموت قبل انتهاء الإجازة الصيفية, تذكر الموت.
الثاني :تذكر أن لكل يوم عمله، إن أديت عمل هذا اليوم استقبلك اليوم الثاني وفيه عمل يحتاج أن تقوم به, فإذا أجلت سَوَّفتَ إلى اليوم الثاني وعملت عمل اليوم في اليوم الثاني، عمل اليوم الثاني متى ستعمله؟ اتضحت؟ إن فرصة من فرص الارتقاء من الله في ميادين القرب قد فاتتك! كان بإمكانك هذا اليوم أن ترتقي إلى الله, لما أجلت فاتتك فرصة من فرص الإرتقاء, غيرك وفق فيها إلى الله عزوجل, هذا الرد على المدخل الثاني..
لكن قلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذكرت الله خنس الشيطان, فقلت لنفسك: الموت قادم وإذا أجلت عمل اليوم إلى الغد فمتى أعمل عمل الغد؟ لا خلاص اعملي قالت النفس: حاضر سأعمل, يتركك الشيطان؟ لا!! ما يتركك يأتيك مرةً ثالثة يأتيك من المدخل الثالث..
3. الرياء
يقول لك الشيطان اعمل هذا العمل لكن دع الناس يرون، عرف الناس، لماذا أعرف الناس؟ سيكون فيه رياء؟؟ لا لا!! لما يرونك سيحترموك أكثر، هذا لما يرونك سيقتدوا بك في الخير، خلهم يرونك.. طبعاً جيد أن يقتدي الناس بالخير هناك من يصدق، لكن (يطلب) أحياناً يلعب الشيطان عليك مثل هذه اللعبة: تكلم قل عملت كذا وكذا..
* قصة: كان أحد تلاميذ الإمام عبد الوهاب الشعراني عليه رحمة الله من كبار أئمة الأزهر جاء إليه أحد التجار وقال: أنا سمعتك سيدي تتكلم عن صدقة السر وأجر صدقة السر وأنا قررت أن أتصدق صدقة السر دلني على فقراء يستحقون صدقة السر وسأذهب في الليل، قال: لا أُراك تأهلت الصدقة السر يا أخي، قال: لا جربني، قال: أتصبر؟ قال: نعم اصبر.. حسنا، البيت الفلاني في الحارة الفلانية فيه أسرة مستورة من أهل بيت طيب وحسن ولكن الزمان جار عليهم ويحتاجون ولم يعلنوا ذلك لأهل الزمان (يحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ)، قال: جزاك الله خيراً.. وفي الليل ذهب ومعه كيس من ذهب، وقرع الباب ولم يره أحد ووضع الكيس وتركه قبل أن يروه أصحاب البيت، جاءفي اليوم الثاني في مجلس سيدي عبد الوهاب الشعراني وجلس في المجلس، ساكت ساكت ساكت!! هناك شي في داخله يتحرك يريد يتكلم، قال: شيخنا، قال: نعم، قال: أبشرك الحمد لله صدقة السر انتشرت بين الناس هذه الأيام بدأت الناس تعتني بصدقة السر بفضل الله تعالى على الأمة، تبسم سيدي عبدالوهاب و لم يعلق، بعد قليل ثار الكلام في أمورأخرى، قال: تعرف يا سيدي في الحارة الفلانية كان إهتمام بصدقة السر بلغني ذلك، فنظر إليه وضحك سيدي عبدالوهاب الشعراني، بعد قليل قال: سيدي من باب فقط الإقتداء لأن الجالسين الآن في مجلسك من التجار وأريدهم يقتدون البارحة تصدقت صدقة السر، قال: قلت لك لم تتهيأ بعد لصدقة السر!!
فالمدخل الثالث يأتيك في الرياء يقول لك: أنت الآن قم وإذا بدأت الناس تخرج إلى المسجد اسبق قبلهم يدخلون يجدونك في المسجد قائماً ينظرون إليك هذا رياء، ما معنى رياء: أن يرى الناس عملك يكون هناك اهتمام بأن يرى الناس عملك ليثنوا عليك لترتفع منزلتك عندهم، ما الخطأ في ذلك؟ أنك لم تكتفِ بنظر الله إليك!! لو كان قلبك قد امتلأ بالله واكتفى بعلم الله لما بحثت عن مكانة عند الخلق، يأتي الشيطان بذلك، أنت قلت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وصرفت الشيطان أتى بمسألتين أتى بمسألة نفسك أثر المسألة بنفسك وهي النفس فلم تبلغ عظمة الله إلى الحد الذي يكفيك فيها أنه مطلعٌ على أمرك، هذا يعالج هذا المرض يحتاج إلى شغل سيأتي الكلام عن تفاصيل الرياء بعد ذلك في المجالس القادمة إن شاء الله ..
4. التعجيل في أداء الطاعات
يقول لك الشيطان: يالله بسرعة، عجل أنجز ما في وقت، صل الركعتين، يالله سمع الله لمن حمده الله أكبر.. اضرب رقم قياسي سريع!! يحثك على العجلة في العمل حتى تفقد معنى الحضور مع الله في العمل، الكيكة فاتت الشيطان على الأقل يأخذ منها قليلا، مادمت عملت عمل، يحاول قدر المستطاع، يحاول أن يصرفك، يحاول أن يؤجل، يحاول أن يوصل العمل بالرياء، ما قدر!! ماذا يعمل؟ على الأقل يجعل العمل مختلا فيأتيك بالتعجيل بالعمل، أسرع أسرع، أنجز بسرعة، كم قرأت من القرآن؟ رمضان سيدخل على الناس جاءهم ليقرأ، تجد الواحد وهو يقرأ ممسكا على الصفحات ربع حزب.. نصف حزب.. ثلاث أربع حزب.. جزء.. وصل للرقم القياسي، دون تأمل دون حضور قلب، هذا التعجل فإذا استعذت بالله من الشيطان يشرد ويذهب، لكن كيف تعالج المسألة؟؟ الله عز وجل يا نفس غني عن هذه الطاعة عن هذه العبادة وأنا محتاج إلى أن يرضى عني، إن الحضور مع الله من روح العبادات، الذي يصلي بدون حضور، الذي يؤدي الأعمال متعجلاً بغير حضور قلب، كالذي يهدي إلى الملك حيوانا ميتاً، يهدي إلى الملك خيل جميل لكنه ميت!! ما فائدة هذه الهدية؟؟!! فلا تقدم إلى الله عزوجل أعمال بدون حضور.
5. العجب
سيأتي إليك يقول: أنت ما شاء الله عليك، عيني عليك باردة مثلما يقولون، حاول معك الشيطان ما صرفك، التسويف ما نجح معك، الرياء ما جعلك تنظر إليه، العجلة ما تعجلت، من مثلك انظر اليوم، كيف آخر زمان الناس الذين يصلوا، يزرع العجب في داخله ما صلاتكم هذه التعبانة قم يا أخي صل مثل الناس، أحد تصدق يا أخي ما الصدقة التعبانة هذه، يا أخي تصدق بشيء له قيمة، اخجل من نفسك لا تتصدق، ويبدأ هو يعيش أستاذ على الآخرين في عمل الخير الذي يعمله، أصبح في حالة عجب بالنفس والعجب من محبطات الأخلاق، لماذا؟ لأن فيه ظلمة يسمونها ظلمة المنة على الله، كنا نتكلم في المجالس الماضية أن العمل الصالح الذي تعمله بدايته ماذا كان؟ خاطر، والخاطر من أين؟ إلهام من الله ولمة الملك أي عطية من الله في كل الأحوال، كيف تمن على الله بشيء هو أعطاك إياه جل جلاله!! فتستعيذ بالله من ذلك ينفر الشيطان تعالج هذه المسألة يا نفس السوء استحي اخجلي لا تري لعملك مكانة.
6. خواطر في العقيدة
يأتي إليك الشيطان في مدخل عميق جدا وهو اللعب في العقيدة، يقول لك: لا تتعب نفسك، تعمل عمل صالح، حرمت نفسك من أشياء، تريد تتمتع بها تعبت نفسك، ما تدري الخاتمة، نحن ما ندري يا أخي لو كنت عند الله سعيداً سواءً اجتهدت الآن أو تركت ستنجح فيتوب الله عليك قبل الموت، وتمشي تمام الأمور لو كنت عند الله شقي ما ينفعك.
إبليس سجد ملأ الأرض سجدات، ما ستنفعك شيء خطير .. خبيث أجارنا الله وأعاذانا وإياكم منه، ما جواب هذا جوابه (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) يصرف الشيطان .
علاج أثرها في قلبي .. يا قلب: الله عز وجل خلقك وكلفك بالعمل ولم يكلفك بالنتيجة والخاتمة، “اعلموا فكلٌ ميسرٌ لما خلق له” هو خلقك، أمرك تعمل، كيف تأتي الخاتمة؟ هذه عنده، أنت تعمل تصدق وتلجأ إليه وحاشاه أن يخيب من التجأ إليه، الرد مقنع صحيح لكن الشبهه كيف كانت؟ خبيثه!!
7. الدقائق
يرجع إليك بشيء يسمونه العلماء: الدقائق، ما معنى الدقائق؟ كل الكلام اللي ذكرناه من الأولى إلى السادسة كلام واضح، يبدأ يأتيك بالدق منها، ما معنى الدق؟ مثلاً الرياء: هناك رياء مفضوح -كما يقولون إخواننا المصريون بالمفتشر- بالواضح بالظاهر، مثل ماذا؟ قال: شخص يصلي فلاحظ أن الناس تنظر إليه وهو يصلي في المسجد، حسن صلاته وجَوَّدها و تخشّع، حاول أن يتقن فأعجب به أحد الحاضرين وأخذ ينظر إليه وهو كلما نظر إليه كلما تخشع أكثر، فلما انتهى من الركعتين وسلم جاء إليه هذا بأدب وقال: ادعُ لي يا أخي ما شاء الله يبدو عليك رجل صالح، صلاتك النافلة هذه فيها خشوع، قال: وأيضا أنا صائم نفل اليوم ماشاء الله الحمد لله بفضل الله أيضا صائم نفل!! هذا رياء بالمفتوح, لكن هناك الدقائق ماهي الدقائق؟ يأتي الشيطان بوجه آخر من الرياء .. يضحك على الإنسان، يأتي يقول أنت اخلص لله، والله سيجعل الناس تشعر بعملك فلا تعمل لذلك، أنت تعمل لله والله تعالى هو يشعر الناس ..
كم مرة حدثتك نفسك بذلك, حصل؟ ربما تعد ذلك من الرقي في الإخلاص!! أنا أعمل لله مخلصا وهو سيجعل الناس يحترمون ويشعرون، أانت تطلب الإخلاص لماذا؟ لمن تخلص؟ لله. فكيف الإخلاص الذي هو قمة المعاملة مع الله تحرفه إلى وسيلة لنيل رضوان الناس؟؟! أنا سأخلص معه وهو سيجعل الناس يعلمون ذلك يقبلون علي يحترمونني يثنون علي، أنت تطلب بالإخلاص أن يجعل الناس يأتون إليك؟ غويطة هذه؟عميقة؟
مثلها يأتيك الشيطان يقول: صلِّ لاتلتفت إلى الناس، لا تلتفت إلى ثناء الناس أخلص مع الله تعالى, بعد ذلك وأنت خارج بعد ماصليت في جوف الليل ركعات خارج للمسجد عند باب البيت مررت بمرآة، نظرت إلى وجهك!! ما شاء الله ظهرالنور في وجهك أولا !! الناس يقولون لك: ماشاء الله وجهك منور, تقول: الحمدلله، تعرف صلاة الليل الله يكرمك إن شاء الله، صلاة مباركة وفيها وفيها, دقيقة من الدقائق.
مثلها في العجب مثلها في التسويف، من دقائق التسويف التي يلعب بها الشيطان على الإنسان يأتي يقوله يرى أنه يريد يعمل عملا صالحا يريد أن يتصدق بمائة ألف مثلا, يأتي الشيطان يقول: تمام الصدقة هذه ممتازة وعجل بها أخرجها، لكن ممكن يكون غدا باب للتبرعات يفتح, في كارثة أعلنوا بأنه ممكن يحصل إعصار في المنطقة الفلانية, أجل إلى أن يحصل الإعصار وأنفق المائة ألف فيها, من الآن إلى أن يأتي الإعصار تكون المائة ألف صرفت في شيء متاع الدنيا، ذهبت ضحك عليك!!
الشيطان لم يقل لك: سَوِّف تسويف مطلق، جاءك بتسويف دقيق, لهذا كان السلف الصالح إذا خطر في قلوبهم عمل شيء من الخير يباشرون يبادرون إلى عمل الخير لايأمنون أن يأخرونه..