الإيمان بالملائكة:
هو الركن الثاني من أركان الإيمان في الإسلام، ولا يصح إيمان العبد حتى يقرّ به، فيؤمن بوجودهم، وبما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية من صفاتهم وأفعالهم.
حيث يؤمن كل مسلم بأنّ الملائكة خلق من خلق الله في عالم الغيب، الطاهرين ذاتاً وصفةً وأفعالاً؛ ليس لهم من خصائص الربوبيّة والألوهية شيء، كما ليس لهم إلا الانقياد التّام لأمره عز وجل والقوة على تنفيذه. يعبدون الله وحده ولا يعصونه فيما يأمرهم به. يقولون ما أمرهم به، ويعملون بما أمرهم؛ يقول الله عنهم: ﴿لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ، يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ﴾[1]. وهم في سريرتهم وعلانيتهم لا يستنكفون أن يكونوا عبيداً لله، بل هم معترفين بعبوديتهم كما أخبر الله تعالى عنهم في القرآن الكريم بقوله: ﴿لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ﴾[2]
والملائكة في الاصطلاح:[3]
خلق من خلق الله تعالى، خلقهم الله عز وجل من نور، مربوبون مسخرون، عباد مكرمون، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، لا يوصوفون بالذكورة ولا بالأنوثة، لا يأكلون ولا يشربون، ولا يملون ولا يتعبون ولا يتناكحون ولا يعلم عددهم إلا الله .
يتضمّن الإيمان بالملائكة أربعة أمور:[4]
* الأول: الإيمان بوجودهم.
* الثاني: الإيمان بهم إجمالاً. أي الإيمان بما عُلمت أسمائهم منهم (كجبريل عليه السلام) وبما لم يُعلم.
* الثالث: الإيمان بما عُلم من صفاتهم (كصفة جبريل التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم في صورته التي خلقه الله عليها وله ستمائة جناح قد سدّ الأفق، وقد يتحول الملك بأمر الله تعالى إلى هيئة بشرية في صورة رجل كما حصل لجبريل عليه السلام حين أرسله الله إلى مريم فتمثل لها بشراً سوياً).
* الرابع: الإيمان بما عُلم من أعمالهم التي يقومون بها بأمر الله تعالى كتسبيحه والتعبد له ليلاً ونهاراً بدون ملل ولا فتور.