مما لا جدال فيه أن لغة الحوار و التسامح من القيم الحضارية لأي أيديولوجية أو فكر بغض النظر عن ثوابت هذه الأيديولوجية ومما لا شك فيه أيضا أن كل إنسان يحمل فكراً أيديولوجيا منضبطاً بضابط العدل و المساواة لابد و أن يدعو إلى لغة الحوار و التسامح وهذا أمر إيجابي ...لكن هناك سؤال يطرح نفسه عن طبيعة القالب الذي يحتضن هذا الحوار و التسامح بين الحضارات ؟!!
دعني عزيزي القارئ و القارئة الكريمان أوضح مثالا على ما أقصده وهو مشاريع السلام المطروحة بين الشعب الفلسطيني و الشعب الإسرائيلي في فلسطين ،فعلى مر تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ظهرت أصوات عقلاء بين الطرفين تنادى بلغة الحوار و التسامح و لكن ما الذي حدث ؟!!
إن المستقرئ لتاريخ هذا الصراع يجد مفارقة عجيبة و هي أن لغة الحوار و التسامح تطرح من الجانب الإسرائيلي من خلال قلة من سياسييهم ممن لا يملكون حلاً ولا ربطاً بل إن أصواتهم القليلة تضيع في خضم الأصوات المتلاطمة و التي تدعو للغة القوة و الاحتقار و الازدراء و الاستعمار.
بينما الجانب الفلسطيني من خلال قيادته المنفذة تدعو إلى لغة الحوار و التسامح بل خطت خطوات عملية بالتنازل عن كثير من ثوابت المشروع الفلسطيني و في الحقيقة عندما يكون السلام و لغة الحوار و التسامح من طرف واحد يقابله العنجهية و الاستكبار و التعالي و الغطرسة من الجانب الإسرائيلي فإن لغة الحوار و التسامح تكون انهزامية بل تمريغا للكرامة و مقدرات الشعب الفلسطيني في وحل الذل و المهانة و قد يقول قائل إذن ما هو الحل ؟!!
نقول للقيادات الفلسطينية و التي تحاول فرض لغة الحوار و التسامح بأسلوب رخيص أن الشعب الفلسطيني لم يفوضكم على هذا التسامح الذليل ولذا نقول لهم دعوا الأجيال القادمة تقول كلمتها في لغة الحوار و التسامح من خلال الندية لا الانهزامية و النظرة الدونية من قبل العقلية اليهودية الإسرائيلية المتغطرسة0
و لقد سقت هذا المثال لإيضاح ما أصبوا إليه من قول 0
و من الملاحظ أن لغة الحوار و التسامح والتي بدأت تعلو من بعض مثقفي هذه الأمة يعتبر صوتا إيجابيا و لكن كما ذكرت سابقاً ما هي طبيعة القالب الذي تصاغ فيه هذه الدعوة ؟!!
هل هو قالب الانهزامية أم قالب الكرامة و هل