اسباب تلوث الهواء
السبت, 01 مارس, 2008
لقد بينت الدراسات والأبحاث أن تلوث الهواء يهدد حياة البشرية والكائنات الحية الأخرى ، وأنه بالرغم من كل الجهود التي بذلت على مر السنين الماضية للحد من تدهور البيئة فإن الوضع البيئي الآن أسوأ منه قبل عشرين سنة بالرغم من بعض الإنجازات الخاصة بالحد من التلوث في الدول الصناعية.
لقد أدرك أجدادنا العرب من القدم أهمية تلوث الهواء وأثره على المجتمع وضرورة حماية البيئة والمحافظة عليها ، ولعل ما أشار إليه العلامة الكبير - ابن خلدون - في مقدمته الشهيرة ، خير دليل على ذلك ، حيث قال " إن الهواء إذا كان راكداً أو مجاوراً للمياه الفاسدة أو لمناقع متعفنة أو لمروج خبيثة أسرع إليها العفن من مجاورتها ، فأسرع المرض للحيوان الكائن فيه لا محالة ، وهذه مشاهدة في المدن التي لم يراع فيها طيب الهواء وهي كثيرة الأمراض في الغالب " .
وشعر الإنسان منذ القدم بأهمية إصدار التشريعات وسن القوانين التي تحد من تلويث الهواء ولعل أول القوانين التي اتخذت في هذا المجال كانت في لندن عام 1273 م عندما أصدر الملك إدوارد الأول قانوناً يمنع استعمال الفحم منعاً لتلوث الهواء ، وقد جرى إعدام أحد الرجال في العصور الوسطى لحرقه الفحم ، ثم تكونت في إنجلترا فيما بعد بين الأعوام 1285- 1310 م أربع هيئات لدراسة تلوث الهواء الذي نجم عن التحول من استخدام الحطب إلى الفحم في أفران صناعة الجير .
وقد أخذت الملوثات تزداد منذ الثورة الصناعية ، فأصبحت بعد الحرب الأهلية الأمريكية مشكلة مزمنة في الولايات المتحدة الأمريكية ، حتى أن حجم الملوثات وسمكها بلغ في بعض المناطق حداً كبيراً ، بحيث تشكل غطاءاً كثيفاً يحجب جزءاً من أشعة الشمس من الوصول إلى سطح الأرض ، كما هو الحال في مدينة نيويورك ومدينة شيكاغو إذ تحجب ملوثات الهواء عن هاتين المدينتين ما بين 25%-40% من الأشعة الشمسية الساقطة . ومع أن الولايات المتحدة وكثيرا من الدول أقرت مجموعة من الإجراءات الهامة منذ عشرات السنين لمنع تلوث الغلاف الجوي ، فإن حالة الجو تزداد سوءاً عاماً بعد عام في جميع أقطار العالم ، لأن تلوث الهواء لا يعترف بالحدود السياسية والجغرافية بين الدول.
وقد زادت ملوثات الهواء بالقاهرة عن المعدلات العالمية وتكررت بعض الظواهر المناخية لما يعرف بمصر بظاهرة السحابة السوداء ( مصطلح اطلق على الضباب الدخانى ) وهو نتيجة عوامل كثيرة من اهمها حرق قش الأرز والمخلفات وايضا عوادم السيارات .
وقد اهتمت جميع دول العالم بمكافحة تلوث الهواء ممثلة في منظمات الأمم المتحدة وايضا على المستوى الاقليمى اهتمت الحكومة المصرية بتوجهات الزعيم والقائد سيادة الرئيس محمد حسنى مبارك بسبل معالجة ومكافحة اسباب تلوث الهواء وانشأ وزارة لشئون البيئة لمكافحة ذلك .
تلوث الهواء:
يختلف تلوث الهواء من مكان لأخر حسب سرعة الرياح والظروف الجوية فمثلاً تتفاعل أكاسيد النيتروجين مع الهيدروكربونات في وجود ضوء الشمس تحت ظروف جوية خاصة غالباً ما تكون في فصل الصيف لتنتج مواد كيميائية سامة مثل رباعي الأستيل بيروبين وغاز الأوزون .
وتؤدي هذه المواد السامة مع بعض المكونات الأخرى إلى ما يعرف بالضباب الدخاني - غالباً ما يكون لونه مائل للبني - ويحدث الضباب الدخاني في المدن المزدحمة بالسيارات مثل القاهرة ونيويورك ولندن وغيرها من اشهر هذه الفترات تلك التي حدثت في لندن عام 1952 وراح ضحيتها 4000 شخص وايضا السحابة السوداء التى حدثت بالقاهرة .
تعريف تلوث الهواء:
هو وجود أي مواد صلبه أو سائلة أو غازية بالهواء بكميات تؤدي إلى أضرار فسيولوجية واقتصادية وحيوية بالانسان والحيوان والنباتات والآلات والمعدات ، او تؤثر في طبيعة الاشياء وتقدر خسارة العالم سنويا بحوالي 5000 مليون دولار ، بسبب تأثير الهواء ، على المحاصيل والنباتات الزراعية .
طرق تلوث الهواء :
أولاً : بمواد صلبة معلقة :
كالدخان ، وعوادم السيارات ، والأتربة ، وحبوب اللقاح ، وغبار القطن ، وأتربة الاسمنت ، وأتربة المبيدات الحشرية .
ثانياً : بمواد غازية أو أبخرة سامة وخانقة
مثل الكلور ، أول أكسيد الكربون ، أكسيد النيتروجين ، ثاني أكسيد الكبريت ، الأوزون .
ثالثاً : بالبكتيريا والجراثيم، والعفن
الناتج من تحلل النباتات والحيوانات الميتة والنفايات الآدمية .
رابعاً : بالإشعاعات الذرية الطبيعية والصناعية:.
أسباب خطورة تلوث الهواء :
يعتبرتلوث الهواء من أهم وأخطر المشاكل التي تواجهها كل المجتمعات، وذلك لأسباب عدّة منها:
انتقال الهواء الملوث بحسب اتجاه الرياح وسرعتها من منطقة إلى أخرى وأحياناً لمسافات تقدر بمئات الكيلومترات، وبالتالي فإن إمكان تفادي الهواء الملوث أو حصره يصبح غير ممكن عملياً.
الكمية الكبيرة من الهواء التي تدخل جسم الإنسان يومياً والتي تبلغ نحو 15 كجم مقابلة بـ 2.5 كجم من المياه وايضا 1.5 كجم تقريبا من المأكولات.
تودى الاثار السلبية لتلوث الهواء إلى تغيير الانظمة المناخية على سطح الأرضمثل :
يؤدى يؤدي الى تباطؤ الحياة النباتية والحيوانية .
زيادة متوسط الأمطار ورطوبة التربة وتخزن المياه في مناطق ونقصها في مناطق أخرى .
ارتفاع مستوى سطح البحر بسبب انصهار الجليد في القارات القطبية .
أسباب تلوث الهواء
أسباب تلوث الهواء هي:-
قطاع النقل والمواصلات على أنواعها
مراكز الاحتراق الثابتة
المراكز والتجمعات الصناعة
العوامل الطبيعية
ملوثات الهواء
تقسم إلى قسمين :
ملوثات أساسية
ملوثات ثانوية
أولاً : الملوثات الأساسية :
(أ). الأكاسيد :
وهي الناتجة عن حرق الوقود مثل الفحم الحجري والنفط والغاز الطبيعي حرقاً كاملاً .
وينتج عن ذلك :
ثاني أكسيد الكربون
بخار الماء
ثاني أكسيد الكبريت
اكاسيد النيتروجين (2NO , NO) والتي يرمز لها بصفتها مجموعةNO
إضافة إلى العناصر الثقيلة التي تكون بحالة غازية أو صلبة دقيقة مثل : الزرنيخ (As) والكادميوم (Cd) والرصاص (Pb) والزئبق (Hg) .
وعندما يكون الاحتراق غير كامل ينتج أول أكسيد الكربون و دقائق عالقة من الكربون العنصري والعضوي وهيدروكربونات عديدة الحلقات .
س : هل هناك مصادر أخرى لتلوث الهواء بالاكاسيد ؟
ج : نعم ، مثل البراكين ، حرائق الغابات ، المياه المعدنية ، دخان المصانع ، مواقد البيوت التي يستخدم فيها الفحم والحطب , لفافات التبغ وتدخين السجائر .
ب. المركبات العضوية المتطايرة :
وهي الناتجة عن عوادم السيارات وحرق الفحم الحجري مثل : المركبات الهيدروكربونية كالميثان والبنزين والكلوروفورم .
ج. المركبات العالقة والقطيرات :
وهي مواد صلبة توجد عالقة في الهواء مثل : الغبار وجراثيم الكائنات الحية المتحوصلة والرصاص وأملاح الكبريت وأملاح النترات . أما القطيرات مثل : النفط والمبيدات الحشرية .
س : ما خطورة المركبات العالقة والقطيرات ؟
ج : تترسب في داخل الجهاز التنفسي وقدرتها على امتصاص مواد أخرى من الهواء الجوي عالية .
ثانياً : ملوثات الهواء الثانوية : Secondary Pir Pollutants
مثل :
الضباب الدخانى (Smog) والأوزون والمطر الحمضي ، وهي ناتجة من تفاعل الملوثات الأساسية للهواء مع بعضها بعضاً أو مع ملوثات أخرى أو مع الماء ، أو مع أشعة الشمس .
مصادر تلوث الهواء
يمكن تقسيم مصادر تلوث الهواء إلى نوعين رئيسيين:
أولاً / المصادر الطبيعية :
وهي المصادر التي لا دخل للإنسان فيها، هذه المصادر يصعب التحكم فيها أو منع انبعاث الملوثات منها مع أنها تلوث الهواء بكثير من الغازات والأتربة لكن الأضرار الناتجة عن تلك الملوثات الطبيعية للهواء ليست جسيمة إذ تأقلمت معها كثير من ألوان الحياة فوق سطح الأرض بسبب تواجدها أو تواجد الكثير منها في الهواء منذ بدء الحياة .
ومن أمثلة هذه الملوثات الطبيعية :
غازات ثاني أكسيد الكبريت، فلوريد الهيدروجين وكلوريد الهيدروجين المتصاعدة من البراكين المضطربة.
أكاسيد النيتروجين الناتجة عن التفريغ الكهربي في السحب الرعدية.
كبريتيد الهيدروجين الناتج عن انتزاع الغاز الطبيعي من جوف الأرض أو بسبب البراكين أو تواجد البكتيريا الكبريتية.
غاز الأوزون المتخلق ضوئياً في الهواء الجوي أو بسبب التفريغ الكهربي في السحب.
تساقط الأتربة المتخلفة عن الشهب والنيازك إلى طبقات الجو السطحية.
الأملاح التي تنتشر في الهواء بفعل الرياح والعواصف وتلك التي تحملها المنخفضات والجبهات الجوية وتيارات الحمل الحرارية من التربات العارية.
حبيبات لقاح النباتات.
الفطريات والبكتيريا والميكروبات المختلفة التي تنتشر في الهواء سواء كان مصدرها التربة أو نتيجة لتعفن الحيوانات والطيور الميتة والفضلات الآدمية.
المواد ذات النشاط الإشعاعي كتلك الموجودة في بعض تربات وصخور القشرة الأرضية وكذلك الناتجة عن تأين بعض الغازات الجوية بفعل الأشعة الكونية.
ثانياً / المصادر غير الطبيعية :
وهي التي تنشأ بفعل الإنسان وبالتالي يصبح بمقدور الإنسان نفسه أن يتحكم فيها ويمنع أو يخفض كميات الملوثات المنبعثة منها، هذه المصادر تثير العديد مما لا يمكن حصره من مواد ملوثة وروائح كريهة وضوضاء معظمها ضار بأشكال الحياة المختلفة لأنها حديثة التواجد في الهواء وتغير كثيراً من المواصفات والخصائص المعتادة للبيئة الإنسانية.