المفعول المطلق: مصدر منصوب، يُذكَر بعد فعلٍ - أو شبهه(2) - من لفظه فيؤكّده، نحو: [زحف الجيش زحفاً، فوثقت أنه منتصرٌ انتصاراً...].
ويشتمل البحث في المفعول المطلق على مسألتين هما: أن يُحذَف، أو يُحذَف فعلُه (عامله).
أوّلاً - أنْ يُحذَف:
يُحذَف المصدر (المفعول المطلق) في حالات شتّى. لكنها على اختلافها وتنوعها، يحكمها ضابط واحد. هو أنّ المصدر - وإن حُذِف - يظلّ في الكلام ملحوظاً مُلتَمَحاً، ودونك البيان:
رجع القهقرى = رجع رجوعَ القهقرى
أكل كثيراً = أكل أكلاً كثيراً
ضربه سوطاً = ضربه ضربَ السوطِ
ضربه ذاك الضربَ = ضربه الضربَ ذاك
قعد جلوساً = قعد قُعودَ جلوسٍ
ضربه ثلاثين ضربة = ضربه ضرباتٍ ثلاثين
شبع كلَّ الشِّبَع = شبع شبعاً كلَّ الشبع(3)
ثانياً - أنْ يُحذَفَ فِعْلُه:
إذا حذف الفعل وبقي المصدر، نشأ معنى لم يكن لينشأ لولا الحذف(4). فمن ذلك أنْ تريد:
- إلى الأمر مثلاً، فتحذف الفعل فتقول: [رَمَلاً](5).
- أو إلى النهي، فتحذفه فتقول: [رَمَلاً لا عَدْواً](6).
- أو إلى الدعاء، فتحذفه فتقول: [سقياً لوطني].
- أو إلى التوبيخ، فتحذفه فتقول: [أَلَعِباً، وقد جدّ الناس؟!](7).
- أو إلى تفصيلِ عاقبةٍ، فتحذفه فتقول: [أقْدِمْ: فإمّا النصرَ وإمّا الشهادةَ(
].