بيت نبينا” ، هذا معنى من الأدب فيما بينهم البين على هذا الرُقي في المعاملة .. التلميذ مع الأستاذ والأستاذ مع التلميذ ورثَ ذلك مَن بعدهم..
- تسلسل الأدب فيمن بعدهم : حتى رؤي الإمام الشافعي رحمه الله يصف حاله مع شيخه الإمام مالك كان يقول كنت أصفح الورق بين يدي مالك برفق لئلا يسمع وقعها .. و تلميذ الشافعي الربيع قال كنت أستحي أن أشرب الماء والشافعي ينظر إلي أدباً مع الشافعي ..
الإمام أحمد ابن حنبل رحمه الله تلميذ الامام الشافعي كان يجلس مع بعض الكبار محدثي عصره من الأئمة الأكابر فيمر الشافعي من بعيد على بغلته فيقطع المجلس الإمام أحمد ويسارع الى الامام الشافعي ويأخذ بزمام بغلة الشافعي .. وهو أحمد ابن حنبل الشيباني العربي ابن القبيلة يأخذ بزمام دابة الإمام الشافعي ويتذاكر معه في العلم، فلما أوصل الشافعي إلى مقصده وعاد إلى أقرانه تغيضوا عليه قالوا كنا نتذاكر في حديث رسول الله فتركت هذا الامر لتأخذ بزمام البغلة؟ وأنت احمد ابن حنبل؟ قال دعوكم من هذا الكلام إذا أراد أحدكم الفقه فليأخذ بزمام الآخر لهذه البغلة للشافعي.. الأدب الذي كانوا يعيشون عليه .. هذه آداب ينبغي أن نحرص عليها في حسن المعامله ..الشيخ المربي
قسم: حلقات البرنامج | بتاريخ: 6/10/08 | عدد التعليقات 18 |
الحمد لله وصلى الله وسلم على سيدنا محمد أكرم الخلق لديه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الوقوف بين يديه.. وبعد..
لعلنا قد أعملنا الفكر بشأن معاملاتنا مع الخلق بدأنا نفكر بكيفية تعاملنا مع المحسن والمسيء، الكلام الذي ذكر في المجلس الماضي وفيه شيء من العمق حول نظرتنا إلى الخلق.. هل هم وسائل نرتقي بها إلى الله عز وجل بحسن تعاملنا معهم على من يرضي الله؟ أم أنهم أشخاص نتنازع نحن وإياهم ليأخذ كل منا من الآخر ما يريد ويدفع ما لا يريد.
* استمع للحلقة التاسعة والعشرون وأنت تتصفح :
كان بعض الأشياخ يقول في مسألة التعامل مع الناس: من أهم الأمور أن تـُحكم ميزان القبول والرد، أحسن إليك أحدهم إحسانا إما ماديا بمال أو هدية، أو معنويا بحسن معاملة أو بازدراء نصيحة القبول والرد، ميزانه ينبغي أن يستوي عند السائل إلى الله أن ينضبط.
ك
ميزان القبول والرد
في ميزان القبول والرد في التعامل مع الناس أقبل أو أرفض!! ينبغي أن ابحث عن ماذا يرضيه سبحانه وتعالى في ذلك قبل أن أبحث عن حاجتي من عدمه، أعيد؟.. نبحث عما يرضيه سبحانه وتعالى قبل أن نبحث عن احتياجنا من عدمه، عـُرض عليك شيء من المال قد تكون محتاجا إليه.. عندك من أقاربك من هو في مستشفى أو عندك سداد دين أو قسط لكن لو بدأت تفكر في الحاجة قبل مرضات الله ستضعف وسيختل عندك الميزان.. ميزان القبول والرد، ستقبل ما لا يصح قبوله وترد ما لا يصح رده، إما أن يأخذك الكبر وتظن أنه من باب عزة المؤمن وترفض شيئا لا يجوز أن ترفضه في وضع معين، العائل المستكبر من الناس الذين لاينظر الله اليهم والعياذ بالله.. نعم.. وإما أن تقبل في ظل شعورك بالحاجة على نحو لا يرضي الله، لكن أنا عندي ظرف ومحتاج، إن كان مكتوب لك أن يصل إليك ارفضه بالحرام سيأتيك مباشرة بالحلال هذه سنة ماتتبدل ولا تتحول، قد يبطئ الوقت اختبارا لكنها لاتتبدل ولا تتحول.
الأصل هل أخذ هذا الشيء يرضي الله أو لا؟ هذه النظرة الأولى.. ثم بعد ذلك إن عرض عليك شيء من العطاء وهو على نحو لا يرضي الله هل تقبله أو ترده؟ قال الميزان في ذلك هل جاءك بطلب؟؟ الأصل أن السائر إلى الله لا يطلب من الخلق، يطلب من الخالق هذا توحيد يطلب من الله سبحانه وتعالى هذا الأصل.
الأصل أن السائر إلى الله لا يطلب من الناس.. اسمع.. ما هو فقط ما يطلب بلسانه لا يـُلمح، شيء أكبر؟ لا يستشرف.. لا يقر نفسه على أن تستشرف العطاء من الخلق لأنه يعلم أن الخلق آلة بيد الجلالة الذي يحركهم هو الله. أنا يستشرف إلى عطاءه هو يـُفرج عني، ولهذا قال الإمام الحداد رحمه الله في آداب سلوك المريد [ فإن جاءك شيء بغير طلب ولا استشراف نفس -هذا نوع من الطلب الباطن- ومن وجه الحلال وأنت محتاج إليه فخذه واقضِ منه حاجتك فإن فاض شيء فتـَصَدق -فرِّج على من هو محتاج- وإن جاءك بطلب استشراف نفس أو أنت غير محتاج إليه أو ما هو أدهى.. إن جاءك على وجه غير صحيح -أو غير مباح غير حسن غير مقبول شرعاً- فرده ولكن رده ردا حسنا ] لأن النفس إذا حرمت من الحظ المحسوس المادي أن تأخذ، تريد أن تستعيض عن هذا الحرمان بشيء.. حظ آخر، وهو الحظ المعنوي، العنترية.. أنا عرضوا عليّ يعطوني كذا وكذا.. رفضت، قلت أبدا أنا مثل هؤلاء؟!، أنا لو أريد لسكنت في قصر لكن أنا عندي أمانة..
ولهذا قال الإمام الحداد رحمه الله: [ واياك والاخذ بشهوة أو الرد لشهرة ] انظر لعظمة هذه العبارة.. سبحان الله!! وإياك والأخذ بشهوة –أخذت لأنك مشتهي شيء تريده قبل أن تنظر هل الاخذ هذا يـُرضي الله أو لا يرضي الله، وإياك والأخذ بشهوة أو الرد لشهرة، العالم الفلاني عرضوا عليه سيارة وبيت يقول: أبدا ما أريد -هناك صادقون يقولون ما أريد- لكن الصادق يقول لا أريد.. شكرا.. جزاكم الله خير.. وغيره، رأيت الفرق؟ تلذذ النفس بالشهرة أكبر من التمتع بالحس بالمال .. يقال أن فلان رفض كذا أكبر من تلذذه بركوب السيارة الفاخرة.. النفس!! عمق النفس ..
هذه ضوابط.. هذه الضوابط وما كان قبلها والمواضيع التي ابتدأنا بها من بداية هذه المجالس التي نسير بها إلى الله عز وجل، تتذكرون من بداية مفهوم الإرادة من الباعث من التوبة وكل الأمور التي تـُحدث عنها: الخواطر، تطهير القلب، الطهارة، الوقت، الصلاة، النوافل، الرواتب، شغل كثير.. صحيح؟
مجالسة الصالحين
وهذه المجالس هي بمثابة المفاتيح لن يحصل كل المطلوب من المجلس، فضل الله واسع.. إن شاء الله يحصل لكن لا تضجر إذا ما وجدت أن المطلوب كله حصل لك بمجرد جلست في المجلس، لكن هناك وسيلة تعين على التحقيق بذلك مع الإلتجاء إلى الله والدعاء ومجالسة الصالحين “من جالس جانس” كانوا يقولون، في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أظن كلكم أو على الاقل جلكم حفظ أو سمع هذا الحديث “مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك -يعني بياع العطور- ونافخ الكير -يعني الحداد- أما حامل المسك فإما ان يهديك -يعطيك هدية- أو أن تبتاع منه أو أن تجد منه ريحاً طيبة وأما نافخ الكبير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة” هذا ليس فيه تقليل من قدر نافخ الكير.. نافخ الكير يعمل بحلال “من أمسى كالا من عمل يده أمسى مغفورا له“.
الجليس الصالح
الكلام عن ربط المثل الحسي بحرق الثوب والريح الكريهة بمفهوم معين..انتبهوا.. هذا حديث عظيم وكل أحاديثه عظيمة نفسي له الفداء صلى الله عليه وسلم، هذا الحديث يقول لك أن مُجالستك للصالحين لابد أن تستفيد منها في كل حال من الأحوال.. إلا أن الاستفادة على مراتب، إما أن يحذيك وهذا راجع المراد بها إليه هو بتوفيق الله أن قرر أن يعطيك هو أهداك، وإما أن تبتاع منه ترجع إلى من؟ إليك.. قررت تستشري تدفع فلوس وتأخذ إما أن يحذيك.. أن يتكرم عليك الصالح بمجالستك إياه وإما أن تجتهد في حسن المجالسة بالاستفادة، لا أحسنت الاجتهاد في الاستفادة ولا طاب خاطره أن يعطيك.. تخرج هكذا؟ لا!! وإما تجد منه ريحا طيبة.. ما يمكن أن تدخل عند العطار لا تجد ريحة طيبة، تدخل عند العطار يعطيك هدية دعاية يسمونها، وإما تدفع فلوس لمشتري، لكن لا هو أعطاك ولا أنت اشتريت ممكن ما تشم ريح طيبة؟ لابد أن تشم ريحا طيبة إذا دخلت عنده..