ننصرف من هذا المجلس
الأمر الأول: لاحظتم في جميع مداخل الشيطان أن علاجها ماذا؟ ما القاسم المشترك؟ الذكر لله عزوجل والاستعاذة بالله.
كم وردك يامريد للذكر في اليوم والليلة؟ وردك من قراءة القرآن؟ سيأتي الكلام عن آداب الذكر في مجلس إن شاءالله, لكن من الليلة هذه وردك من الذكر، اشتغل بذكر الله عزوجل سترى كيف أن الشيطان ينصرف عنك, قلب الذاكر لله لايحوم حوله الشيطان.
احرص على مسأله أخرى دوام الوضوء, كلما أحدثت توضأ فإن الوضوء سلاح المؤمن من الشيطان, توضأت اركع ركعتين، إن لم يكن في وقت نهي خروجا من الخلاف، إن كان وقت نهي مثل بعد العصر أوبعد الفجر إلى الاشراق اذكر: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أربع مرات عوضا عن الركعتين المهم حافظ على الوضوء.
ماذا عن سب الشيطان وشتمه؟ ماينفع!! يضحك الشيطان، ولايحصل شيء, بعض إخواننا بحسن نية، إذا ذهب إلى الحج، عند الشاهد عند مرمى الشيطان يأخذ الجزمة، أنت الذي جعلتني أطلق زوجتي ويضرب فيه، لا!! الضرب الحقيقي تضربه الشيطان (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) وذكر ودوام وضوء، الاستمرار في الوضوء وتنام على طهارة واستيقاظ إلى طهارة.
الأمر الثاني: علمت من هذا الكلام أن لديك عدو يتربص بك، صحيح؟ عندما تعلم أن هناك عدو يتربص بك ماذا تعمل؟ ما ترضى أن تعيش سبهللة، أنت مريد الله, تريد القرب منه سبحانه وتعالى جل في علاه, لاترضَ أن تمر عليك الأيام والليالي ليس لمعاملتك مع الله قيمة في نفسك, إذاً عش وأنت متنبه، اترك المعاذير التي تلعب بها نفسك بك, تقول لك: كذا وكذا، له أصل وكيف الشيطان ضحك عليك، استعذ بالله وارجع إلى الله سبحانه.
إذاً المريد يعيش حياة اليَقِظ، أنت في حرب!! لكن التزامك على الصدق مع الله فترة سترى كيف تتفتق الأنوار في قلبك، وستتحول مرارة هذه المجاهدة والمتاعب، إلى لذة.. ملذات الدنيا كلها لو اجتمعت لا تساوي لحظه من هذه اللذة، لذة الأنس بالله، لذة المعرفة بالله، لذة القرب من الله عزوجل.
قال أحدهم: لو يجد الملوك بعض مانجده من لذة قيام الليل لجالدونا عليه ولو بحد السيف, تأملوا لماذا استحضر هنا الملوك عند ذكر اللذة؟ لأن الملوك بعد أن يجدوا الملك لايبحثون عن شيء أعلى من الملك إلا البحث عن الملذات, فابحث عن هذا المعنى الذي يفوق اللذة التي يجدها الملوك.
رزقنا الله وإياكم الصدق معه وأعاذنا وإياكم من الشيطان, اللهم اجعلنا من عبادك الذين قلت فيهم للشيطان (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ) اللهم حققنا بهذه العبودية ولاتجعل للشيطان علينا يدا برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم والحمدلله رب العالمين.