تاريـخ الهجـرة الجزائريـة لفرنـسا
في العهد العثماني كان الجزائريون في فرنسا ينحسرون في طائفتين محدودتين جدا عدديا،
وهما طائفة التجار الكبار والدبلوماسيين من جهة، وطائفة أخرى بائسة وتعيسة، من جهةأخرى،
تتمثل في الأسرى المسلمين بهذا البلد.
فأما الأولى فقد كانت مُتقاسَمة بينرجالِ أعمالٍ يهودٍ، سواءَ كانوا جزائريِّين أصليِّين أو
حديثِي الهجرة والإقامةبالبلاد، ورجالِ أعمالٍ مسلمين على غرارِ حَمْدَان بن عُثْمَانخُوجَة.
وكثيرا ما كانت هاتان الطبقتان تجمع بين
المهام الدبلوماسيةوالتجارة الكبيرة، ولا تُقيم في فرنسا إلا ريثما تتمُّ صفقاتَها وتُكمل مهامَّهاالدبلوماسية. وأما طبقة الأسرى
المُسْتَعْبَدِين فقد كانوا جَدَّافين في السُّفنِ وإطارات لامعة في الأسطول البحري الفرنسي، يعيشون حياة صعبةً على هامشِ المجتمعالفرنسي بسبب سوء معاملتهم. بعضُهم كُتبتْ له العودة إلى وطنه وبعضُهم الآخر قضىنحبَه غريبًا في »بلاد الكُفَّار« وانقطع بهم كل اتصال... ولم يكن المجتمع الفرنسييرى فيهم، عادةً، سوى "ثغْرِيِّين" أشرار من أحفاد هؤلاء المسلمين الفارين منالأندلس مُستعدِّين في أيّة لحظة للتآمر والانقضاض عليهم وعلى دينهم، أو طابورٍخامسٍ للإمبراطورية العثمانية في عقر دارهم. وهي الصورة التي لاتزال بعض أصدائهاعالقة في اللاوعي الفرنسي والأوربي الجنوبي بشكل عام حتى اليوم... طيلة قرون العهدالعثماني وبدايات الاحتلال الفرنسي للجزائر لم تتغير كثيرا بنية الوجود الجزائري فيفرنسا، وكان »مهاجرو« ذلك العهد يتوزعون بشكل
خاص علىمدنساحليةفيالجنوبالفرنسي مثل »مَرْسِيلْيَا« و»تُولُونْ«... باريسلمتكنقدانفتحتلهم بعد..
الاحتلال سوف يُحدِث ثورةً ديمغرافية
في عقر داره وسوف يتسبب، عن قصد أحيانا
وعنغير قصد أحيانا أخرى، في خلق ما أصبح يُعرف
فيما بعد »الجالية الجزائرية في فرنسا« التي
لم تتمكن مخلفاته البشرية الفرنسية من هضمها
جيدا حتى الآن. إذ بمجرد ما ظهرتالحاجة إلى
المدد العسكري خلال الحرب الألمانية ـ الفرنسية في سبعينيات القرن 19 م،لم تتردد سلطات
باريس في تجنيد الجزائريين إجباريا ولو أن عددهم كان محدودا في تلكالتجربة الأولى، وكانوا سرعان ما يَعُودُون إلى أرض الوطن بانتهاء
مهامهم إذا كُتبلهم البقاء أحياء.
_________________
زورو مدونتي لحن المفارق الادبية
http://lahne-almafarik.blogspot.com/[url=زورو مدونتي لحن المفارق الادبية
http://lahne-almafarik.blogspot.com/]زورو مدونتي لحن المفارق الادبية
http://lahne-almafarik.blogspot.com/[/url]