تعريف بالدعوة السلفية
بقلم: عبدالرحمن بن عبدالخالق
الدعوة السلفية هي دعوة الكتاب والسنة، والدين الصحيح والإسلام النقي، وهي اتباع سبيل المؤمنين من السلف الصالح وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، والسلفيون في كل عصر هم الفئة الذين قال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم: [لا تزال طائفة من أمتي على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك] (أخرجه مسلم عن ثوبان).
لماذا كانت هذه التسمية:
هذه التسمية اختصار لتعريف مطول فالقول بأن فلانا سلفي يعني أنه ليس خارجياً مستحلاً دم المسلم بالمعصية، وليس رافضياً ممن يكفر الصحابة، وليس محرفاً متأولاً بالباطل ممن ينفي صفات الله ويحرف معانيها، وليس مشبهاً لله بخلقه وليس حلولياً أو اتحادياً ممن يقول بالوحدة أو الحلول، وليس صوفياً، وليس قبورياً ممن يعبد القبور لها ويقدم النذور، وليس مقلداً متعصباً ممن يلتزم قول إمام بعينه ولو علم أنه يخالف الآية والحديث.. فكلمة السلفي هي تعريف مختصر يختصر كل الاحترازات السابقة.
وليست السلفية بعد ذلك نسبة إلى إمام بعينه أو شيخ خاص، وإنما هي المنهج والطريق الذي سار فيه الصحابة والخلفاء الراشدون والأئمة المرضي عنهم والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين.
الأصول العلمية للدعوة السلفية:
تقوم السلفية على ثلاثة أصول علمية أساسية: هي التوحيد، والاتباع والتزكية.
فالتوحيد هو عماد الدين وهو الذي من أجله بعث الله رسله إلى العالمين كما قال تعالى {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} (التوبة:71).
وهو يعني عبادة الله وحده لا شريك له، بكل أنواع العبادة التي شرعها: الظاهرة: كالصلاة والصوم والحج، والنذر والذبح، والطواف ومفردات ذلك، والباطنة: كالخوف والرجاء، والحب والتوكل والإنابة.. الخ.
وأما الاتباع فهو إفراد الرسول صلى الله عليه وسلم وحده بالمتابعة فلا تشريع إلا بما جاء به، ولا دين إلا ما قرره وأقره، وهذا معناه أن كل فرد بعده صلى الله عليه وسلم يؤخذ من قوله ويرد عليه إلا هو صلى الله عليه وسلم.
وأما التزكية فهي إصلاح النفس وفق المنهج الرباني ولا يكون ذلك إلا بأداء الفرائض، ثم الإكثار من النوافل والتزام طاعة الله ورسوله في ذلك، فلا عبادة إلا بما شرع الله، ولا تقرب إلا بما رسم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أهداف الدعوة السلفية:
للدعوة السلفية المعاصرة أهداف عظيمة في الحياة أهمها:
1- توحيد المسلمين تحت عقيدة واحدة. ومنهج تشريعي واحد وذلك حتى يسهل إقامة الأمة الواحدة التي تنضوي تحت علم واحد وإمام واحد.
2- بناء المسلم الطيب الزكي النفس الموحد البعيد عن الشرك والتعصب والخرافة والجهل.
3- تنقية المجتمع الإسلامي من الشرك والبدع والخرافات والخلاعة والمجون، وذلك بإيجاد (المحضن) النظيف الذي يصلح لتربية أجيال المسلمين.
4- محاربة الانحلال والأفكار الدخيلة التي اجتاحت شباب الإسلام وخاصة أفكار الملاحدة والشيوعيين والزنادقة.
5- تخليص العالم الإسلامي من أعداء الإسلام الذين غزوا دياره، ومزقوا شمله، وفرقوا أوطانه لتقوم للمسلمين أمتهم ودولتهم العزيزة.
أهم قواعد المنهج السلفي:
1- الالتزام بالكتاب والسنة مصدراً للتشريع ومرجعاً عند كل خلاف، وتطبيقاً في الحياة، والحكم بهما على كل قول، وعدم تقديم أي قول يخالفهما مهما كان قائل هذا القول.
2- جعل توحيد الله هو الأساس والمنطلق والخاتمة والنهاية.. والتوحيد يعني إثبات ما أثبته الله لنفسه وأثبته له رسوله بغير تحريف ولا تمثيل، وعبادة الله وحده لا شريك له، وتطبيق شرعه في الأرض وفي كل شأن من شئون حياتنا
3- التمسك بوحدة الأمة وعدم السماح بتمزيقها وتفريقها في مناهج عقائدية، أو مذاهب فقهية أو عصبيات حزبية.
4- التفريق الدائم بين الحق والباطل والشرك والتوحيد، والسنة والبدعة، والنصح الدائم لله وكتابه ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم كما قال رسول صلى الله عليه وسلم.
_______________
يقول السائل :
يزعم بعض الناس أنّ السّلفيّة تعتبر جماعة من الجماعات العاملة على السّاحة، وحكمها حكم باقي الجماعات؛ فما هو تفنيدُكم لهذا الزّعم؟
الجواب :
الحمد لله
ذكرنا أن الجماعة السلفية هي الجماعة الأصيلة، التي على الحقِّ، وهي التي يجب الانتماء إليها والعمل معها والانتساب إليها، وما عداها من الجماعات يجب ألا تُعتبرَ من جماعات الدَّعوة؛ لأنها مخالفة، وكيف نتَّبِعُ فرقة مخالفة لجماعة أهل السُّنَّة وهدي السّلف الصّالح؟!
فالقول: إن الجماعة السلفية واحدة من الجماعات الإسلامية! هذا غلط، فالجماعة السلفية هي الجماعة الوحيدة التي يجب اتباعها والسير على منهجها والانضمام إليها والجهاد معها، وما عداها؛ فإنه لا يجوز للمسلم الانضمام إليه؛ لأنه من الفرق الضالة، وهل يرضى الإنسان أن ينضمَّ إلى الفرق الضالة؟! والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الرّاشدين المهديّين من بعدي" [رواه الإمام أحمد في "مسنده" (4/126، 127)، ورواه أبو داود في "سننه" (4/200)، ورواه الترمذي في "سننه" (7/319، 320)؛ كلهم من حديث العرباض بن ساري رضي الله عنه.]، وسُئلَ الرّسول صلى الله عليه وسلم عن الفرقة الناجية؟ فقال: "ما أنا عليه وأصحابي" [رواه الترمذي في سننه (7/296، 297) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. وابن ماجه (2/1322) بنحوه من حديث عوق بن مالك وأنس بن مالك.
وانظر مسند الإمام أحمد (2/332) وسنن أبي داود (4/197) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وليس فيه ذكر (كلها في النار إلا واحدة، قيل...).]؛ هل يريد الإنسان النَّجاة ويسلُكُ غير طريقها؟
ترجو النَّجاة ولم تسلُك مسالكها إن السّفينة لا تجري على اليبس [هذا البيت لأبي العتاهية، انظر: "الشعر الجاهلي في العصر العباسي الأول" (مع ملحق) (ص99)، إعداد وتحقيق عبد الله عبد الرحمن الجعيشن.].