الماء الصافي الذي نروي به عطشنا , والذي أحيا الله به الخلق كله , لا نشرب منه إذا كانت فيه أي نسبة من الألوان , لأننا و بدون شك نعلم بأن الماء ليس كالعصير المحتوي على ألوان شتى لا تعرف أخضرها من أصفرها إنما هو ماء شفاف لا لون له لا طعم له ولا حتى رائحة , يهرب منه الضمآن إذا رأى أي شيء يخالف هذه القاعدة (الطعم واللون والرائحة) .
فهذا أيضا ينطبق على المقال الصحفي الذي كتبه كاتبه ونشره وهو لا يعلم ما مقتضاه و ما فائدته , فيأتي المقال بيد القارئ و يبدأ بقراءته فإذا قرأ المقدمة وجد فيها أخطاءً كثيرة سواءً أكانت أخطاء في الطباعة أم في المعنى , فيبتعد هذا القارئ عن المقال و لا يلتفت إليه أبدا و بعدها يفقد هذا الكاتب الذي نشر المقالة قارئ من قراءه و هذا أصعب ما يصادفه الكاتب , فالكاتب بحاجة إلى كثرة القراء ليس قلتهم , فكلما زاد القراء زاد الكاتب حماسا و طموحا , فما فائدة المقال دون قرائه ؟؟
يسرني في هذا الموضوع أن أضع لكم أسسا أتمنى أن تأخذوها على عين الاعتبار في مقالاتكم أو موضوعاتكم و هذه الأسس تعلمتها من الأخ الأديب الدكتور : خالد القحص في محاضرة من محاضراته و إسمها (الطريقة المثلى لكتابة المقال الصحفي) , وعملت بها واحدة تلو الأخرى حتى زادت مقالاتي جمالا تعبيريا و لغويا و إبداعيا , فهذه الأسس أضعها بين يديك لتستفيد منها و تبدأ مجال الكتابة الصحيحة للمقالات الصحفية .
نطم المكان الذي ستكتب فيه وابتعد عن الضجيج
إن تنظيم المكان الذي ستكتب فيه سواء أكان في غرفة نوم أم غرفة المكتب من الأشياء المهمة و الأوليه التي تساعد على كتابة المقال الصحفي , فتنظيم المكان يساعد على تنظيم المعلومات , والمعلومات لا تأتي في الأماكن المبعثرة , لأن الأغراض المبعثرة ستسلب أفكارك و تسرق نظراتك حتى تطأ نظراتك عليها , ولكن الأماكن المنظم لا تتجرأ أن تأخذ أفكارك و ذلك لأن الأماكن المنظمة و النظيفة ترتب أفكارك وهذا لأنك لا تعطيها اعتبار ولا أهمية .
استعرض معلوماتك ونظمها على ورقة خارجية
تنظيم المعلومات أيضا على ورقة خارجية قبل البدء بكتابة المقال من الأمور المهمة في المقال , فحاول عندما تطرأ لك أي فكرة لموضوع معين فابدأ بكتابة رأس الفكرة على ورقة خارجية و مع الوقت ستحصل على أفكار جديدة لموضوعك و سيكون موضوعك أشد جمالا , ولكن ؛ كيف للموضوع أن يكون جميلا وهو غير منسق تنسيقا ملائما له ؟!!
مثال
لنفرض مثلا أنك ستكتب موضوعا عن مشكلات الشباب فستأتيك أفكار كثيرة و منها
ماذا سأكتب في المقدمة , فالفكرة التي تدونها هي :
المقدمة : شرح شامل للموضوع أسرد فيه ما سأقوله في موضوعي
و ستأتي إلى الفقرة الأولى , والفكرة التي تدونها هي :
الفقرة الأولى : عرض مشكلات الشباب من الناحية العامة مع استخدام الأساليب التعبيرية الجميلة
وفيها ستكتب عن : المشكلات التي تواجه الشباب من : الأغاني , الأفلام , اللبس , الشعر ...... إلى آخره
ستفكر بعدها بالفقرة التي تليها , و الفكرة هي :
الفقرة الثانية : شرح لأسباب هذه المشكلات
و ستكتب عن : الأسباب فمنها مثلا (قلة الرقابة الأسرية , كثرة أوقات الفراغ , عدم الوعي بأهمية الحياة)
وهكذا ستدون المعلومات حتى نهاية المقالة
ولكن اعلم : لا تنس الخاتمة فهي قفل المقالة , و المقدمة هي مفتاحها , فالخاتمة اختصار للمقالة و منها يعلم الكاتب بأن المقالة قد انتهت و يفهم منها المعنى العام للمقالة .
استخدم الأقلام المناسبة والصالحة للاستعمال
استعمال الأقلام له تأثير كبير على الكاتب , فبعض الأقلام فاسدة لا تصلح للكتابة الطويلة , فإذا كان عندك قلم فاسد و بدأت تكتب فيه ستبدأ بداية صحيحة ومع الوقت سيقطع معك القلم و ستبدأ بالبحث عن قلم آخر .
إن الوقت الذي ستبحث فيه عن القلم الآخر سيكون ثمينا جدا حتى لو دقيقة واحدة , فبهذه الدقيقة ستفقد طريقة سرد المعلومة التي نظمتها سردا صحيحا , و سيؤثر فقدها على نفسيتك , وربما يؤثر أيضا على مقالتك لأنك بعدها ستكتب أيء شيء دون مبالاة بما سيقوله القارئ عنك .
فاختر يا أخي الأقلام الصالحة للاستعمال فهناك العديد من الأقلام الجيدة
توقع الذكاء من القارئ ولا تتوقع غيره
كثير من الكتاب و للأسف يعتقدون بأن القراء لا يعلمون شيئا و يعتقدون بأنهم يقرؤون ويمررون ما قرأوه دون مبالاة سواء أكانت كلمات المقالة صحيحة أم خاطئة , فبعض الكتاب يستخدمون كلمات صعبة في مقالاتهم وذلك لكي ينظمون السجع الذي بالجملة , و لكن القارئ المدقق في المقالة والذي تهمه القراءة يستغرب من الكلمة و تأتي له همة بأن يعرف معناها فيبحث عنها في المعجم ولكن للأسف , لا يجد لها معنى أبدا , فيخيب ظن القارئ بالكاتب , لأن الكاتب ظن بأن هذا القارئ إنما هو مجرد رجل يقرأ ولا يهتم , وهذا أكبر خطأ في المقالات , فمَنْ مِنْ هؤلاء القراء يرضى على نفسه بأن يقول عنه كاتبه المفضل هذا الشيء .
فأرجوك أخي توقع الذكاء في قرائك واستخدم كلمات سهلة يفهمها القراء لا تصعب الأمور عليهم حتى لو كانت كلمتك صحيحة . يمكنك يا أخي أن تستغني عن سجعك بأية حال ولكن ابتعد عن اللعب بالكلمات الصعبه .
راجع مقالتك عدة مرات قبل النشر
إن المراجعة للمقالة قبل النشر عدة مرات تساعدك على معرفة أخطائك الموجودة في مقالتك و تساعدك كذلك على تبديل جملة خاطئة بجملة صحيحة , فإذا نشرت هذه المقالة دون مراجعة ستتراكم الأخطاء على المقالة و سيصعب على القارئ فهم ما يقرأ , حتى المدققون لن يعلمون ماذا تعني في بعض الكلمات التي أخطأت بها , فبعض الكلمات العربية يتغير معناها باختلاف الحركات أو باختلاف النقاط التي فيها , فحاول يا أخي أن تراجع المقالة مرة أو أكثر مما يجعلك مرتاح البال على مقالتك .
الكاتب : عبد العزيز فيصل البالول
هذا ما كان عندي و جزاكم الله خيرا
وأسأل الله أن يوفقني وإياكم أجمعين
أرجو تصوييتكم على الموضوع
أرجو تثبيت الموضوع لكي لا نحرم إخواننا و أخواتنا من الإبداع و الكتابة
الرجاء عدم نسخ الموضوع لأي منتدى آخر لأن أنا من كتب هذا الموضوع و أتمنى أن لا ينشر رجاء للأمانة
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
انا في استقبال انتقاداتكم و مناقشاتكم على الموضوع في الموقع وشكرا