بدأ فن العمارة الإيطالية مع اليونان القديمة وروما القديمة والإتروسكان، حيث قامت كل حضارة منها ببناء المعابد والكنائس والأعمدة والمنتديات والقصور وقنوات المياه والجدران والحمامات العامة.[167] كان للعمارة الرومانية تأثير كبير على إيطاليا والعالم الغربي. بما أن الإمبراطورية الرومانية توسعت جداً بحيث شملت مساحات واسعة من المناطق الحضرية، فإن المهندسين الرومان طوروا أساليب بناء مدني على نطاق واسع بما في ذلك استخدام الخرسانة. لم يكن بالإمكان أبداً إنشاء المباني الضخمة مثل البانثيون والكولوسيوم بالتقنيات السابقة. على الرغم من أن الخرسانة اخترعت منذ حوالي ألف سنة مضت في الشرق الأدنى، فإن الرومان وسعوا استخدامها من إنشاء التحصينات إلى مبانيهم وآثارهم الأكثر إثارة للإعجاب مستفيدين من القوة المادية وبتكلفة منخفضة.[168] تمت تغطية القلب الخرساني في العمارة الرومانية للجدران بالجص والطوب والحجر والرخام متعدد الألوان بينما أضيف النحت الزخرفي المذهب للدلالة على السلطة والثروة.[168] ظهرت العمارة القوطية في إيطاليا في القرن الثاني عشر، لكنها لم تنضج إلى أسلوب متميز إقليمياً حتى القرن الثالث عشر، ويرجع ذلك جزئياً إلى عوامل جغرافية. نظراً للنضج في وقت متأخر نسبياً وتعرضها لتأثير الفن البيزنطي والكلاسيكي وحقيقة كون القرميد وليس الحجر هو عنصر البناء الأكثر شيوعاً وأن الرخام هو أكثر مواد التصميم المعماري انتشاراً، فإن فن العمارة القوطية الإيطالي يمتلك خصائص فريدة تميز تطوره عن ذلك الخاص بفرنسا، حيث نشأ أساساً. لا تظهر الحلول المعمارية الجريئة والابتكارات التقنية للكاتدرائيات القوطية الفرنسية في نظيراتها الإيطالية إلا نادراً، باستثناء كاتدرائية ميلانو والتي تعد نتاج قرون طويلة من التعاون بين العقول الإيطالية والفرنسية والألمانية، فإن القليل من الكنائس الإيطالية تظهر المعالم القوطية كما هي في بقية أوروبا. من الأمثلة البارزة على فن العمارة القوطية الإيطالية: كاتدرائية أورفيتو وكاتدرائية سيينا، حيث تبرز البصمة الإيطالية في تصميم الواجهة.[169]