في عام 1946، أجبر أومبرتو الثاني بن فيكتور عمانوئيل الثالث على التنازل عن العرش. أصبحت إيطاليا جمهورية بعد الاستفتاء الذي أجري في 2 يونيو 1946، وهو يوم يحتفل به منذ ذلك الحين كيوم الجمهورية. كانت هذه المناسبة أيضًا هي المرة الأولى في إيطاليا التي منحت فيها المرأة حق التصويت. [42] تمت الموافقة على الدستور الجمهوري ودخل حيز التنفيذ في 1 يناير 1948. بموجب معاهدات باريس للسلام لعام 1947 عادت المنطقة الحدودية الشرقية ليوغوسلافيا وفي وقت لاحق تم تقسيم الأراضي الخالية من ترييستي بين الدولتين.
برزت مخاوف الناخبين الطليان من استيلاء الشيوعيين على السلطة في نتائج الانتخابات الأولى بعد الحرب في 18 أبريل سنة 1948 حيث نجح الحزب الديمقراطي المسيحي بقيادة ألتشيدي دي غاسبيري في الانتخابات بنسبة 48% من الأصوات. أصبحت إيطاليا في خمسينيات القرن العشرين عضوًا في حلف شمال الأطلسي وتحالفت مع الولايات المتحدة. ساعدت خطة مارشال في إنعاش الاقتصاد الإيطالي الذي تمتع حتى الستينات بنمو اقتصادي مطرد فيما عرف باسم "المعجزة الاقتصادية". في عام 1957 كانت إيطاليا عضوًا مؤسسًا للمجموعة الاقتصادية الأوروبية والتي أصبحت الاتحاد الأوروبي في عام 1993.
منذ أواخر ستينات وحتى أواخر ثمانينات القرن العشرين، دخلت البلاد في أزمة اقتصادية صعبة وفي سنوات الرصاص، وهي فترة تميزت بانتشار الصراعات الاجتماعية والأعمال الإرهابية من قبل منظمات غير ممثلة في البرلمان. بلغت سنوات الرصاص ذروتها في اغتيال الزعيم الديمقراطي المسيحي ألدو مورو في عام 1978 لتصل "التسوية التاريخية" بين الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الشيوعي إلى نهايتها. في الثمانينات وللمرة الأولى منذ عام 1945 تشكلت حكومتان بقيادة رئيسين للوزراء لا ينتميان للحزب المسيحي الديمقراطي: هما الجمهوري جيوفاني سبادوليني والاشتراكي بتينو كراكسي بينما حافظ الحزب الديمقراطي المسيحي مع ذلك على كونه القوة الرئيسية الداعمة للحكومة. أصبح الحزب الاشتراكي بقيادة بتينو كراكسي أكثر انتقادًا للشيوعيين والاتحاد السوفيتي حيث نادى كراكسي نفسه لصالح نصب صواريخ بيرشينغ في إيطاليا من طرف إدارة الرئيس الأميركي رونالد ريغان وهي خطوة عارضها الشيوعيون بشدة.
ماريو مونتي رئيس الوزراء الإيطالي الحالي.
واجهت إيطاليا بين عامي 1992 و 2009 تحديات كبيرة حيث نفر الناخبون من الشلل السياسي الماضي والديون الحكومية الهائلة والفساد واسع النطاق (التي تعرف مجتمعة باسم تانجيتوبولي "مدينة الرشا" والتي كشفتها ماني بوليتي "الأيدي النظيفة")، وطالبوا بإصلاحات سياسية واقتصادية وأخلاقية. شملت الفضائح جميع الأحزاب الكبرى ولا سيما تلك الموجودة في الائتلاف الحكومي: بين عامي 1992 و 1994 وقع الحزب الديمقراطي المسيحي في أزمة شديدة وتم حله وانقسم إلى عدة مجموعات بينما حل الحزب الاشتراكي وغيره من الأحزاب الصغيرة الحاكمة.
جلبت الانتخابات في عام 1994 القطب الإعلامي سيلفيو برلسكوني إلى رئاسة الوزراء. مع ذلك أجبر على التنحي في ديسمبر من ذلك العام عندما سحب حزب رابطة الشمال دعمه. في أبريل 1996 أظهرت نتائج الانتخابات الوطنية فوز تحالف يسار الوسط بقيادة رومانو برودي. أصبحت حكومة برودي الأولى ثالث أطول حكومة تبقى في السلطة قبل أن تخسر الثقة بفارق ضئيل مقداره ثلاثة أصوات في أكتوبر 1998. تشكلت حكومة جديدة بزعامة ماسيمو داليما ولكنه استقال في أبريل من عام 2000.
في عام 2001 نتج عن الانتخابات الوطنية فوز تحالف يمين الوسط بقيادة سيلفيو برلسكوني الذي أصبح رئيسًا للوزراء للمرة الثانية. بقي برلسكوني رئيسًا للوزراء لولاية كاملة مدتها خمس سنوات ولكن بحكومتين مختلفتين. أولاهما كانت بين عامي (2001-2005) وأصبحت الحكومة الأطول عمرًا في إيطاليا بعد الحرب. في ظل هذه الحكومة انضمت إيطاليا إلى التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة في العراق. فاز يسار الوسط في الانتخابات التي جرت في عام 2006 مما سمح لبرودي بتشكيل حكومته الثانية، ولكنه استقال في أوائل عام 2008 بعد خسارته في اقتراع على الثقة في البرلمان. فاز برلسكوني في الانتخابات التي تلت ذلك في أبريل 2008 ليشكل الحكومة للمرة الثالثة، ليستقيل عقب سلسلة من الفضائح وانتقاد لأداء حكومته في ظل أزمة اقتصادية في البلاد في 12 نوفمبر 2011 وتخلفه حكومة تكنوقراط برئاسة ماريو مونتي في 16 نوفمبر 2011. [43]