بلغت نسبة عائدات سوريا من السياحة عام 2007 14.4% من مجمل الدخل القومي السوري، وتوفر السياحة عمالة لحوالي 13% من مجموع القوى العاملة في البلاد إلى جانب 31% من احتياطي النقد الأجنبي،[250] وبلغ عدد السياح في عام 2007 4.6 مليون سائح حسب إحصاءات وزارة السياحة دون احتساب السوريين المقيمين في الخارج،[250] ويبدي الحكومة السورية اهتمامًا خاصًا بالسياحة من خلال رفع نسبة الإنفاق عليها في الموازنة العامة للدولة عام 2007 بنسبة 350% عما كانت عليه في السابق، ووفق خطط وزارة السياحة السورية فإن عدد السيّاح بحلول عام 2015 يجب أن يكون بحوالي عشرة ملايين سائح.[250] كما بلغت قيمة الاستثمار في المجال السياحي من قبل القطاعين العام والخاص 6 مليار دولار.[251] بموجب التسهيلات في قانون الاستثمار، فإن حصة القطاع الخاص تزيد عن حصة القطاع العام في الاستثمار السياحي، وقد شهدت البلاد منذ بداية القرن الحادي والعشرين زيادة واضحة في عدد الفنادق العالمية والمقاهي والمرابع الليلية والمجمعات التجارية التي تشكل عواملاً هامة من عوامل جذب السيّاح.[252]
اهتمام السوّاح بسوريا، يعود لاحتوائها على العديد من القلاع والمواقع الأثرية لحقبات تاريخية مختلفة ويزيد عدد المواقع المكتشفة في سوريا والتي تعود إلى العصر الحجري القديم إلى 700 موقع أثري،[251] إضافة إلى المواقع الأثرية التي تعود للحقبتين السلوقية والرومانية وانتهاءً بالعهود الأموية والعباسية والعثمانية. هناك العديد من المدن التاريخية لا تزال تحتفظ بالكثير من هيئتها الأولى كأوغاريت وماري وسرجيلا، فضلاً عن تدمر وأفاميا والمدينة القديمة في دمشق والمدينة القديمة في حلب، المبنيتين على الطراز العثماني من ناحية الأسواق الشعبية الطويلة والمقببة، والمساجد الكبيرة. كما يوجد العديد من المواقع الدينية التي تقوم بجذب عدد من السياح،[253] إلى جانب انتشار المصايف والغابات ذات الحرارة المعتدلة والمناظر الطبيعية في مناطق واسعة منها.[254] كما إن تكلفة إقامة السوّاح في سوريا تعتبر أقل بكثير مما يدفعه السائح في بلدان مجاورة كتركيا أو لبنان، وهي من عوامل الجذب أيضًا.[255]
تماثيل أصلية من تل كلف قرب البليخ، تزين مدخل متحف حلب.
تتميز سوريا بوجود عدد كبير من المهرجانات التي تنظم خصوصًا في الصيف وتتوزع على مختلف المدن والمحافظات السورية، كمهرجان تدمر السياحي ومهرجان المحبة والسلام الذي يقام في اللاذقية، ومهرجان بصرى الدولي ومهرجان الربيع الذي يقام في حماه، ومهرجان القلعة والوادي الذي يقام في حمص والكرنفال السنوي في مرمريتا وغيرهم. تتميز المهرجانات السورية بالنشاطات الفنيّة والحفلات الغنائية، إلى جانب العروض المسرحية والسينمائية، وكذلك بوجود النشاطات الثقافية كمعارض الكتب والنشاطات الرياضية كدورة الباسل الدولية لكرة القدم التي تقام تزامنًا مع مهرجان المحبة، كما تترافق المهرجانات غالبًا بأيام تسوّق تكون بها الأسعار مخفضة، وتعتبر المهرجانات السورية أيضًا من عوامل جذب السياح.[256] إلى جانب هذه المهرجانات العامة هناك مهرجانات تخصصية كمهرجان هنانو الأدبي في حلب والمتخصص في الشؤون الثقافية، وعمومًا فإن مجموع المهرجانات التي تقام في سوريا سنويًا 54 مهرجانًا.[257]
تحوي البلاد أيضًا على عدد كبير من المتاحف التي تعتبر جاذبة للسياح والدارسين، وعمومًا فإن كل مركز محافظة أو مدينة كبرى يحوي متحفًا. الجدير ذكره أن عددًا من الآثار والتحف الأثرية نقلت خلال أواخر العهد العثماني أو خلال عهد الانتداب إلى الخارج خصوصًا إلى فرنسا، غير أن المتاحف الوطنية لا تزال تحوي على أعداد كبيرة من التحف والآثار، ويعود ذلك بشكل أساسي إلى استمرار عمليات اكتشاف المزيد دون توقف. أكبر متاحف سوريا هو المتحف الوطني بدمشق الذي تأسس عام 1919،[258] ونقلت إليه العديد من الآثار المكتشفة في المحافظات لأهميتها. يعتبر متحف دير الزور ومتحف حلب من المتاحف الهامة أيضًا في البلاد. إلى جانب وجود عدد آخر من المتاحف كالمتحف الحربي والمتحف الزراعي ومتحف التقاليد الشعبية إلى جانب متحف بانوراما حرب تشرين.[259]