تعتبر سوريا من البلدان ذات التأثير في السياسات العامة للشرق الأوسط؛ تقف البلاد ضمن ما يعرف "محور الصمود العربي" الذي يرفض أي تسوية مع إسرائيل قبل استعادة الأراضي التي احتلت خلال حرب 1967، وبنتيجة هذا الموقف لا تعتبر العلاقات مع الولايات المتحدة الإمريكية جيدة، وإن شهدت انفراجًا تمثل في إعادة السفير الإمريكي إلى دمشق وتبادل الزيارات الرسمية، في أعقاب تولي باراك أوباما الرئاسة في الولايات المتحدة.[242]
فيما يخصّ الصراع العربي الإسرائيلي أيضًا، فإن سوريا دخلت أول مفاوضات مع إسرائيل عام 1991 خلال مؤتمر مدريد للسلام، وقد تمّ خلال المؤتمر بلورة مبدأ "الأرض مقابل السلام" أي استعادة الجولان مقابل السلام مع إسرائيل شرط التزامها بعودة اللاجئين والاعتراف بحقوق عرب 1948 الكاملة؛ لم تدخل نتائج مؤتمر مدريد للسلام حيّز التنفيذ مطلقًا، وقد تمّ إعادة التأكيد عليها من خلال المبادرة العربية للسلام التي طرحت في بيروت عام 2000 ونصت على قبول السلام مع إسرائيل مقابل الانسحاب إلى الحدود كما كانت عليه قبل حرب 1967 واحترام اللاجئين وحقوق عرب 1948،[243] غير أن هذه المبادرة لم تلق القبول لدى الجانب الإسرائيلي، أخيرًا فقد نقلت الخارجية السوريّة حصول مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل عن طريق وسيط تركي غير أن المفاوضات تعثرت في أعقاب حرب غزة. سوريا تدعم حركات المقاومة بشكل رسمي وصريح، وتمثّل حركات المقاومة بحركة حماس في فلسطين وحزب الله في لبنان.
لسوريا علاقات مميزة مع إيران وكذلك مع تركيا، تنعكس على العلاقات الاقتصادية بين البلدين بشكل كبير. كما أن لها علاقات مميزة مع روسيا والصين، وقد سعت السياسة الخارجية للتوجه نحو بلدان أوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية خلال المرحلة الأخيرة، لتطوير العلاقات الثنائية وتحسين التبادل الاقتصادي تمثل ذلك بشكل رئيسي في الزيارات المتبادلة وتوقيع برتكولات تعاون على مختلف الصعد.[244