بموجب المادة الرابعة من الدستور السوري تعتبر اللغة العربية لغة البلاد الرسمية،[185] ويترتب على ذلك كونها اللغة الوحيدة في المعاملات الرسمية والوثائق الحكومية فضلاً عن إجبارية تعلمها في المدارس الحكومية والخاصة على حد سواء.[186] إلى جانب اللغة العربية تنتشر اللغات الكردية خصوصًا في حلب والحسكة، واللغة الأرمنية في حلب وكسب واللغة الشركسية كلغة منطوقة بين أفراد هذه القوميات داخل البلاد، كما تستعمل اللغة السريانية بلهجتيها المعروفتين الشرقية والغربية خصوصًا من مناطق الجزيرة السورية، إلى جانب لهجة ثالثة أقرب إلى الآرامية القديمة منها إلى السريانية التي تعتبر تحديثها، ويطلق على هذه اللهجة اسم اللهجة الآرامية السريانية وتنتشر في معلولا وثلاث قرى مجاورة إلى الشمال من دمشق،[187] وإلى جانب كونها لغة مخاطبة، فهي تستخدم كلغة طقوس في الطوائف المسيحية ذات الطقس السرياني في البلاد. كما تنتشر اللغة التركية بين التركمان.[186][188]
من أقوال الملكة زنوبيا منقوشة على أحد أعمدة تدمر باللغتين اليونانية والآرامية، كانت الأولى لغة الثقافة أما الثانية لغة الشعب.
تفرض دراسة اللغتين الإنجليزية والفرنسية في مدارس البلاد الرسمية والخاصة، ويشترط حديثًا إجادة إحداها على الأقل للحصول على العمل؛ تدير الحكومة أو البعثات الأجنبية في البلاد عددًا من المعاهد العليا للغات في البلاد إلى جانب وجود معهد خاص باللغة الآرامية هو الوحيد من نوعه في العالم،[189] كما يوجد عدد من المعاهد الخاصة. عمومًا فإن سوريا تعتبر من البلاد القليلة التي انتدبت من قبل فرنسا ولم ترسخ فيها اللغة الفرنسية أو تعتبر كلغة ثانية وذلك بسبب سياسة الحكومات المتعاقبة بعد الاستقلال.
على المستوى الشعبي، فإن السوريين لا ينطقون باللغة العربية الفصحى، إنما بلهجة شعبية يطلق عليها اسم اللهجات السورية المشتقة من اللهجات الشامية. تقوم اللهجات السورية باستعمال بعض المفردات القادمة من التركية أو الفرنسية بحكم تواجدهم في سوريا لفترات طويلة،[190] إضافة بعض المعاني المشتقة من السريانية وهي اللغة المنتشرة قبلاً في سوريا ويشمل تأثيرها حوالي نصف المفردات الخاصة باللهجات الشامية، فضلاً عن تحوير بعض المصطلحات والأفعال في العربية. اللهجات السورية مقسومة أيضًا حسب المناطق الجغرافية ويمكن تصنيفها في أربع شعب جانبية، إذ يتحدث على سبيل سكان حلب بلهجة مشددة أكثر من سائر المدن في حين أن سكان الساحل السوري والمناطق الغربية يتحدثون بلهجة هي أقرب إلى اللهجة اللبنانية، ورغم هذا التنوع فإن عموم اللهجات الشامية تعتبر قريبة من اللغة العربية الأصلية ويستطيع الناطق العادي بالعربية فهمها دون الحاجة إلى تعلمها بشكل مخصوص.[191] أما البدو في بادية الشام فهم أيضًا يستعملون لهجة خاصة من لهجات اللغة العربية هي اللهجة البدوية النجدية.[192]
يشرف مجمع اللغة العربية في دمشق على ضبط اللغة وتطويرها في البلاد،[193] ويعتبر المجمع المذكور أقدم مجمع للغة العربية في العالم.[194] كما يحدد في سوريا يوم 1 آذار/مارس سنويًا كيوم للغة العربية.[195]