بموجب إحصاءات عام 2010 فإن عدد سكان سوريا يقدر بحوالي اثنين وعشرين مليونًا ونصف بنسبة نمو طبيعي تعادل 1.9% سنويًا،[3] أي بزيادة نصف مليون نسمة كل عام.[167] أما نسبة الولادات فهي 32 مولود لكل ألف نسمة مقابل 4 وفيات لكل ألف نسمة أيضًا، وبمعدل أربعة أطفال لكل امرأة سورية.[3][168] حوالي 90% من سكان البلاد هم من العرب في حين أن الأكراد يشكلون 8% من السكان، وتوزع النسبة الباقية على سائر الأقليات كالأرمن والتركمان والشركس والسريان بمختلف فروعهم، إلى جانب أقليات قومية وافدة أخرى.[169] حوالي 53.5% من مجموع السكان يقيم في المدن،[170][171] وتعتبر مدينة حلب أكبر المدن السوريّة، أما سائر السكان فهم يعيشون في الريف إلى جانب وجود مجموعات قليلة من البدو في بادية الشام تعمل الحكومة على توطينهم في قرى خاصة على نهر الفرات.[172] تعاني سوريا من تضخم المدن الكبرى كدمشق ومحيطها وحلب فضلاً عن الهجرة من الريف إلى المدينة، ما يؤثر سلبًا على التنمية والأمن الغذائي.[173]
صورة ساتليّة لمدينة دمشق تظهر التضخم العمراني ونشوء الضواحي بشكل واضح.
عمومًا فإن الكثافة السكانية في سوريا، تعتبر عالية في المنطقة الساحلية ومنطقة سهل الغاب إلى جانب دمشق وريفها ومحافظة حلب، وقليلة في منطقة الجزيرة السورية ومنعدمة تقريبًا في بادية الشام. موجات الهجرة من سوريا، بدأت نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بسبب انهيار الوضع الاقتصادي وجور بعض الإداريين في الدولة العثمانية، ويقدر البعض عدد أصحاب الأصول السورية اليوم بثمانية عشر مليونًا،[174] تعمل الحكومة على تطوير علاقاتها معهم من خلال وزارة خاصة هي "وزارة المغتربين"، وحثهم على الاستثمار في سوريا،[174] كما تنصّ القوانين المعمول بها أن أيّ شخص يتحدر من أصول سورية يحق له اكتساب الجنسية السورية. أغلب المهاجرين ينتشرون في قارة أمريكا اللاتينية خصوصًا في البرازيل والأرجنتين وتشيلي، كما يقدر عدد ذوي الأصول السورية في الولايات المتحدة الإمريكية وكندا بنصف مليون، وبثلاثمائة ألف في أستراليا.[175] في الوقت الراهن، وبنتيجة ازدهار اقتصاد منطقة مجلس التعاون لدول الخليج العربية فإن عددًا وافرًا من الشباب السوري يتجه للهجرة إليها، غير أنها أقل تأثيرًا من الناحية الديموغرافية على الجمهورية، بسبب القرب الجغرافي من جهة وعدم تجنيس المهاجرين في بلدان الاغتراب، على عكس ما حصل في أمريكا الجنوبية. ولا يمكن حصر بشكل دقيق، عدد السوريين العاملين في مجلس التعاون لدول الخليج العربي وذلك بسبب غياب الإحصاءات الدقيقة وعدم الالتزام الكامل بما يتعلق بالتسجيل، غير أن أكبر الجاليات السوريّة هي في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وبشكل أقل في الكويت وقطر، وقد بلغ عدد السوريين العاملين في الإمارات العربية المتحدة حسب إحصاء السفارة السورية في أبوظبي مائة وأربعين ألفًا ولا يشمل الإحصاء أفراد أسرهم غير المشتغلين.[176]
أما الهجرة إلى سوريا فقد تمت من الدول المجاورة بسبب الحروب التي ألمّت بها، إذ إن البلاد استقبلت أعدادًا كبيرًا من اللاجئين الفلسطينيين في أعقاب حربي 1948 و1967 يقيمون تسعة مخيمات رسمية أشهرها مخيم اليرموك قرب دمشق، وثلاثة أخرى غير رسمية،[177] ويمكنهم الإقامة أيضًا داخل المدن السورية بشكل طبيعي، ويبلغ عدد اللاجئين المسجلين لدى الأونروا - وكالة غوث اللاجئين 450.000 نسمة،[178][179] ويحق للاجئين التعليم المجاني في المدارس السورية الرسمية وكذلك العمل والتملك ضمن شروط. كذلك فإن سوريا تحوي على حوالي على 1.700.000 عراقي هاجر إليها إبان الغزو الأمريكي للعراق،[180] ويحق لهم أيضًا التملك والاستفادة من التعليم المجاني والعمل، غير أن التوافد العراقي نحو سوريا خلال فترة وجيزة أدى إلى ارتفاع الأسعار وازدياد معدل غلاء المعيشة في البلاد.[181]
هناك هجرات أقدم تاريخيًا مثل الهجرة الأرمنية التي تمت بشكل قسري أو هربًا من المذابح الأرمنية عام 1915 إلى حلب ودير الزور ومنها إلى مدن أخرى كدمشق واللاذقية، وحاليًا وبعد حوالي قرن على الهجرة الأرمنية يبلغ حوالي الأرمن في سوريا حوالي 100.000 نسمة حسب بعض المصادر و200.000 نسمة حسب مصادر أخرى ويتمتعون بالجنسية السورية وحقوق المواطنة الكاملة.[182][183]
كما أنه في أعقاب حرب 1967 قامت إسرائيل بتهجير 131.000 نسمة من الجولان نحو الداخل السوري، وقد وصل عدد هؤلاء المهجرين قسريًا عام 1996 بحكم النمو السكاني إلى 450.000 نسمة، ولم يتبق من قرى الجولان المأهولة البالغ عددها 164 قرية عام 1966 سوى ست قرى يبلغ عدد سكانها 19.000 نسمة، في حين قامت إسرائيل بتدمير الباقي بشكل كامل، وبنت على أنقاض 34 قرية مستوطنات يقطنها 15.000 مواطن إسرائيلي.