تقع سوريا في الجزء الجنوبي الغربي من قارة آسيا، وتتميز بتنوع تضاريسها. تطل سوريا على البحر الأبيض المتوسط ويبلغ طول الشريط الساحلي 193 كم،[147] أما مجموع الحدود العام يبلغ 2253 كم وهو موزع بين تركيا في الشمال والعراق في الشرق والجنوب، والأردن في الجنوب، أما من ناحية الغرب فإلى جانب البحر الأبيض المتوسط يحد سوريا كل من لبنان وفلسطين المحتلة - إسرائيل.
يمتد فوق أراضي سوريا عدد كبير من الجبال والسلاسل الجبلية أبرزها جبال اللاذقية على الساحل والتي تمتد جنوبًا حتى عكار وتعتبر امتدادًا لجبال الأمانوس في لواء اسكندرون وسلسلة جبال لبنان الغربية في لبنان، وتعتبر مركزًا سياحيًا اصطافيًا هامًا كما أنها تفصل الساحل السوري عن منطقة سهل الغاب، وتحوي عددًا من الأنهار الساحلية أبرزها النهر الكبير الشمالي الذي يشطرها إلى قسمين.[148] أما في الداخل فتحد دمشق شمالاً سلسلة جبال القلمون وغربًا جبال حرمون التي تحوي أعلى قمة في سوريا بارتفاع 2814 مترًا.[149] ويتموضع في الجنوب جبل العرب قرب الحدود الأردنية ويبلغ ارتفاع أعلى قممه 1803 مترًا،[150] أما بادية الشام فهي تحوي سلسلة الجبال التدمرية وجبل عبد العزيز،[151][152] كما تحاط حلب بطبيعة جبلية أشهر معالمها، جبل سمعان إلى الجنوب الغربي منها. تحوي سوريا أيضًا عددًا من الهضاب أبرزها الهضبة التدمرية المقفرة في بادية الشام وهضبتي حوران والجولان في الجنوب، فضلاً عن هضبة حلب في الشمال التي تمتد على مساحة واسعة.[153]
سوريا غنية بالموارد المائية، سواءً أكانت أنهارًا أم بحيرات أم ينابيع جوفية. أكبر الأنهار المارة في سوريا هو نهر الفرات، الذي يدخل سوريا من تركيا ويجتاز منطقتها الشرقيّة باتجاه العراق ويبلغ طول مجراه في أراضي الجمهورية 675 كم،[154] يضاف إليه عدد من الروافد الأساسية أبرزها نهر البليخ بطول 460 كم ونهر الخابور.[155] كما يمر في سوريا نهر دجلة بطول 50 كم في أقصى الشمال الشرقي محاذيًا الحدود العراقية.[155] ثالث الأنهار السورية من حيث الطول هو نهر العاصي الذي يدخل سوريا من لبنان بطول 325 كم ويشكل العصب الرئيسي للمناطق الزراعية في سهل الغاب.[155] كما تتميز المنطقة الساحلية بالأنهار الجبلية القصيرة أبرزها نهر السن ونهر الكبير الشمالي،[155] كما يوجد نهر بردى الذي ينبع من سلسلة جبال لبنان الشرقية مارًا بدمشق وغوطتها قبل أن يصب في بحيرة العتيبة في بادية الشام، ويشكل المحفظة المائية لمدينة دمشق وريفها.[155] أما في الجنوب فهناك نهر اليرموك الذي يتابع طريقه غربًا ملتقيًا بنهر الأردن قبل أن يصب بالبحر الميت.[155]
أقامت الحكومة السورية عددًا من السدود على مختلف الأنهر المارة بالبلاد، أكبرها هو سد الفرات الذي شيد عام 1973 ويحتجز خلفه بحيرة الأسد الصناعية التي تختزن 14.1 مليار متر مكعب من المياه،[156] تعتمد عليها سوريا في ري حوض الفرات الزراعي وتوليد الطاقة الكهربائية لتلك المنطقة ولمنطقة حلب أيضًا. هناك عدد آخر من السدود كسد الرستن على نهر العاصي وسد السادس عشر من نوفمبر على النهر الكبير الشمالي.[157] تحوي سوريا عددًا من البحيرات الطبيعية والاصطناعية المتشكلة خلف السدود أكبرها بحيرة الأسد، والبحيرات السبع قرب اللاذقية، وبحيرة 17 نيسان على نهر عفرين وبحيرة الرستن على نهر العاصي التي أنشئت عام 1960.
البحيرات الطبيعية في سوريا أبرزها بحيرة قطينة قرب حمص وبحيرة زرزر قرب الزبداني، وبحيرة مسعدة في الجولان التي تتميز بمياهها الكبريتية.[158][159]
الغطاء النباتي في سوريا متنوع في المناطق الوسطى والغربية ويناقض ذلك في مناطق بادية الشام وعموم المنطقة الشرقية. تحوي سوريا على ثلاثين محمية طبيعية وتنظم شؤون المحميات الطبيعية والحراج عمومًا في الوقت الراهن بموجب المرسوم 2010/25 المدعو تنظيم أحراج الدولة واستثمارها والحفاظ عليها. تعتبر محافظة اللاذقية أغنى المحافظات السورية من حيث الغابات والغطاء النباتي بنسبة 31% من مجموع غابات الجمهورية تليها منطقة سهل الغاب بحوالي 12%.[160] ويعيش في سوريا حوالي 3500 نوع من النباتات والأشجار فيها.[161] أما عن الغطاء الحيواني فهو بدوره متنوع غير أن بضع حيوانات كانت تعيش في سوريا كالفيل السوري أو الفهد قد انقرضت تمامًا،[162] ويلعب التصحر دورًا هامًا في القضاء على التنوع النباتي والحيواني في سوريا،[163] ويهدد 18% من مجمل المساحة العامة.[164] وتسعى الحكومة السورية لمكافحة التصحر من خلال خطط خاصة توضع لذلك.[165]
المناخ في سوريا يصنف في شعبتين كبيرتين هما مناخ متوسطي في المنطقة الساحلية والمناطق القريبة منها، وجاف في سائر المناطق.[161] المناخ المتوسطي يتميز بصيف حار وجاف وشتاء بارد وماطر مع وجود فصلين انتقاليين هما الخريف والربيع، أما المناخ الجاف فهو قليل الأمطار قارس البرودة في الشتاء حيث تنخفض درجات الحرارة ما دون الصفر المئوي وشديد الحرارة في الصيف، أما في المناطق الجبلية والمرتفعات تسود درجات حرارة معتدلة صيفًا بحكم الموقع المرتفع.[166]