[قلب الصحراء الجزائرية................مدينة تمنرست
تمنراست عاصمة الهقار بالجزائر مدينة تفتخر بعراقة تاريخها الذي يعود الي اكثر من 600.000 سنة وتشهد على ذلك الرسومات و النقوش الحجرية التي تحتفظ بتاريخ المنطقة و التي اكتشفت بطاسيلي الهقار وتيديكلت و هي تمثل اليوم أغنى متحف في الهواء الطلق لفنون ما قبل التاريخ ولذلك صنفت منطقة اليونسكو الحظيرة الوطنية للهقار ضمن التراث العالمي المحفوظ .
وتقع ولاية تمنراست علي مسافة 1981 كلم جنوب الجزائر يحدها من الشمال ولاية غرادية و ورقلة ومن الشرق ولاية اليزي ومن الغرب ولاية ادرار ومن الجنوب النيجر ومالي وهي اكبر الولايات الجزائرية مساحة.
يتميز مناخها بالاعتدال بالرغم من انها مدينة صحرواية وهذا نظرا لتضاريسها الجبلية.
تعتبر مدينة تمنراست قبلة السياح الاولي في الجزائر من مختلف بقاع العالم، وهذا لتتوفرها على معالم طبيعية أهلتها بجدارة لأن تكون مدينة سياحية من الطراز الأول.
فصحراءها تبعث في النفس السكينة والهدوء وروح التأمل، ليعود بيك التاريخ الي اصول الانسان الاولي.
المعالم التاريخية للمدينة:
منطقة الاسكريم....واجمل غروب شمس:
تشتهر المدينة باجمل غروب شمس وذلك في منطقة الأسكريم التي تتميز بجبالها الفريدة و البديعة في تركيبها حيث يبلغ علوه حوالي 2800 متر ويعتبر هذا الجبل مقصدا مهما للسياح ،فمن يزور مدينة تمنراست فلابد ان لا يفوت عليه فرصة التمتع بمنظر اجمل غروب علي الاطلاق وسط لوحة فنية رائعة تمزج بين شموخ جبالها وصفاء رمالها وروعة سمائها عند الغروب.
كما تضم هذه المنطقة علي كنيسة بناها الأبفوكو الذي عاش في بداية القرن العشرين في تمنراست وهو متعبد مسيحي ترك دياره الفرنسية ليختلي بنفسه في صحاري الجزائر طلبا الغزلة والتامل والتفكير في شؤون الخلق، حيث أسس قاموسا حول الثقافة الترقية التي هي في الأصل ثقافة شفهية، ويعيش حاليا في الكنيسة ثلاثة قساوسة من فرنسا،اسبانيا وبولونيا، ويعتبر هذا المكان بمثابة حج بالنسبة للمسيحيين الذين يتجهون إليه بكثرة.
والوصول إلى أسكريم ليس بالأمر الهين فهو يتم من خلال طريق غير مرصوف على مسافة تقدر بـ 80كلم، وتستغرق الرحلة أكثر من ساعتين تتخللها مشاهد في منتهي الروعة تشاهد من خلالها أشكال جبلية مختلفة فهناك اشكال تشبه الأسد والفيل ،الاسمكاك واخرى تشبه أصبع الإبهام،.... وغيرها، بالاضافة الي صخور تزين طول الطريق توحي بأنك على سطح القمر، كما يوجد نهر قريبه من الاسكريم تزيد مياهه في فترة الصيف حيث يعتبر فضاء مناسبا جدا للتوقف فيه من عناء السفر لاسترخاء،أيضا يمكنك رؤية جبل الطاهات الذي يزيد ارتفاعه عن 3000 متر، كما تضم المنطقة محطة للأرصاد الجوية.
صحراء الطاسيلي.....تأكيد لعراقة المنطقة:
يمثل الطاسيلي الحزام الخارجي للأهقار ويتكون من تشكيلات جيولوجية رائعة تعود إلى العصر الجليدي الأول ويضم كل من مودير بالشمال،طاسيلي ناجر في الشرق والجنوب الشرقي طاسيلي ناهقار بالجنوب والأسجراد والأهنات في الغرب والشمال الغربي.
يقع الطاسيلي ناجر في هضبة عالية قاحلة ترتفع بـ 1000متر على سطح البحر. تمتد هذه الهضبة على شريط يبلغ طوله 800 كلم من الشمال إلى الجنوب و50 إلى60 كلم من الشرق إلى الغرب وتوجد بهذه المنطقة قمم صخرية حادة تعبر عن آثار المدن التاريخية القديمة الأولى. وقد نحتت هذه التضاريس تحت تأثير المناخ عبر الزمن.
وتوجد بطاسيلي ناجر رسومات ونقوشات تطورت عبر الأزمنة حيث عرفت أشكالا ومحتويات مختلفة تتمثل في عمليات الصيد، الرقص والعبادة.
ضريح تينهينان ملكة و اميرة التوراق الاولي:
وتقول الاسطورة انها امرأة حسناء كانت هوايتها التنقل والترحال لاكتشاف قلب الصحراء العميقة، حيث غاردت مسقط راسها تافيلالات جنوب الاطلس المغربي، متجهة الي منطقة الهقار بالجنوب الجزائري علي متن ناقة وبرفقة خادمتها ومجموعة من العبيد، وكما تقول الروايات انها نجحت في تشكيل تحالف مع قبائل المنطقة لتتحول بذلك امراة يتحكاى عليها كل سكان المنطقة ، فاصبحت بذلك محل اعجاب سكان التوراق والملكة الاولي لهم، وقد كانوا قديما يحتفلون بذكري قدمها الي الهقار.
صورة للملكة في مخيلة احد الرسامين
كانت تينهينان امرأة مسلمة غير ان عند وفاتها كانت طريقة دفنها في الضريح لا تتبع العادات الجنائزية الإسلامية، بحيث كان الهيكل نائما على الظهرمتجها نحو الشرق و مغطى بقطعة جلد وبرفقته قطع من الحلي والاشياء الثمينة ذلك عام470 حسب ما حدده علماء الاثار.
مجسم لصريح الملكة في متحف بردو في العاصمة
و يقع ضريح تينهينان فوق تل وادي أباليسة بعيدا عن ولاية تمنراست بحوالي 80 كلم في الجهة الجنوبية الغربية لهضبة الهقار ، وقد اكتُشِفَ هذا القبر عام 1925 ميلادي من قبل بعثة أمريكية فرنسية، ثم نقل الهيكل بعد سنة من اكتشافه إلى مدينة نيويورك ،وفي سنة 1934 عرض الهيكل في متحف الإنسان بباريس في إطار معرض حول الصحراء،ثم استقر بمتحف باردو بالعاصمة.
فقد غابت تينهينان وبقيت آثارها تشهد على أنها امرأة كانت مثل شمس الصباح اشرقت في صحراء الجزائر ذكرها الباحثون و العلماء في كتابات و نسجت حولها قصص و حكايات.
لذلك اصبح المجتمع التارقي وبالرغم من بدواته وبساطته الا انه يمنح المرأة مكانة الاولوية كما كرسوا احترامهم الشديد للمرأة لدرجة توليها اعلي المناصب وهو الملك.
لذلك اشتهر رجال التوارق بوضع اللثام كما تقول روايتهم الشعبية انه عبارة عن خجلا واجلالا للمرأة التي تسير هي دون الحاجة الي تغطية وجهها. كما كان قديما ينسب الطفل الي امه وليس الي ابيه مهما كانت مكانة هذا الاخير.
والان ساترككم مع جولة مصورة في قلب الصحراء الجزائرية:
متاكدة انكم ستتمتعون بهذه الجولة في لقب الصحراء الجزائرية مثلما استمتعت انا خلال تحضيرى لهذا التقرير.