وادي سوف للطيران
يعد هذا النادي فريدا من نوعه على مستوى الوطن.. و يتميز بكونه يقدم دروسا نظرية و تطبيقية في مدة قصيرة .. هذا ما ذكره لنا مؤسس النادي السيد كعري عبد القادر حين استقبلنا بمكتبه / وصادف وجودنا حصة تكوينية تحت إشراف إطار من الجوية الجزائرية/
« في الوقت الحالي يوجد ناديان للطيران المدني، نادي وادي سوف و آخر بتيارت، أما النادي الثالث بمدينة بجاية فمازال متوقفا في انتظار الرخصة .. لذلك يبقى هذان الناديان الوحيدان على مستوى الوطن و بطبيعة الحال فإنهما يجدان ضغطا كبيرا من طرف محبي قيادة الطائرة .
عن فكرة إنشاء هذا النادي، قال السيد كعري عبد القادر» أنه منذ صغره كان يهوى ركوب الطائرة ، وظل فضوله يدفعه على الدوام لاكتشاف عالم الطيران .. وكشف أنه حين كان شابا ويكون داخل المركبة ظل يتجرأ باقتحام مقصورة القيادة و بطبيعة الحال هذا التصرف لا يعجب قبطان الطائرة و لا القائمين على أمنها فيجابه بمشاكل جمة .. و يضيف أن فضوله هذا تسبب له في كثير من الأحيان في مشاكل مختلفة.
بعد سنة من حصوله على الاعتماد قاد لأول مرة الطائرة سنة 2009 مدشنا بذلك أول فوج يتخرج من النادي .. حيث حلق في السماء و قطع 30 كلم و قال « أحسست وقتها بالخوف فاستنجدت بالمدرب الطيار السيد سعدي بن العربي و/ هو طيار من قسنطينة / حيث ساعدني، وكررت يقول المتحدث التجربة مرتين و ثلاثة حتى أصبحت مؤهلا «.
توأمة مع نوادي أجنبية لتبادل ثقافة الطيران
يقول السيد كعري أن هذا النادي الذي تحصل على الاعتماد سنة 2008 بعد عام فقط من تأسيسه، تزود بطائرة صغيرة الحجم (سفير43) من المؤسسة الوطنية لصناعة الطائرات المتواجد مقرها بمطار طفراوي بوهران .. و أول شيء بدأنا به هو إقامة علاقات مع نوادي أجنبية للاستفادة من الخبرات خاصة و أن النادي يستقطب طلبة من مختلف جهات الوطن وهذا يحتاج إلى توسيع الاتصال لإشاعة ثقافة الطيران و جعلها في متناول منتسبي هذا النادي .. كما بادرنا إلى إقامة أبواب مفتوحة على الطيران الخفيف بمشاركة الفدرالية الوطنية للرياضات الجوية و حضور كل نوادي الطيران الناشطين بالجزائر . سمحت هذه التجربة بتوسيع نظرتنا في مجال تسيير النادي الذي وجد في ظرف فترة وجيزة صدى واسعا بين هواة الطيران خاصة من يضعون قيادة الطائرة مهنة المستقبل .
تخرج خمسة أفواج كل فوج يضم بين 16 إلى 20 متربص
على مدار أربع سنوات تخرج من نادي سوف للطيران نحو 100 متربص يتهيكلون اليوم في شركات الطيران الوطنية و العالمية .. الشهادة التي يتحصل عليها المتربص بعد فترة التدريب و التأهيل معترف بها من طرف المنظمة العالمية للطيران .. و حسب السيد كعري عبد القادر فإن التكوين الذي يخضع له المتربص يطبق وفق المعايير الدولية بالإضافة الى أن المشرفين على هذه الحلقات التكوينية يؤطرها مختصون تقنيون وكذلك طيارون مهرة .
]تهافت شباني لقيادة الطائرات .. في ثلاثة أشهر
تعلم قيادة الطائرة أصبح ميسرا في وادي سوف ، بل لا يكاد يختلف عن تعلم سياقة السيارة . حيث لا تتجاوز مدة التعليم ثلاثة أشهر لتتحكم في مهنة تصنف ضمن المهن النبيلة التي أصبحت اليوم في متناول أي هاو للمغامرة.
التعليم مسموح للبالغين من 17 سنة فما فوق
حسب صاحب النادي ، المؤسسة تستقبل الراغبين في تعلم قيادة الطائرة ابتداء من سن 17 فما فوق . و الشرط الوحيد هو قوة البصر . أما المؤهل فقد حدد بسنة ثالثة ثانوي و يشمل التكوين الذكور و الإناث دون تمييز . و قال إن النادي يوفر الإقامة فقط ، أما الإطعام فيتحمله المتربص الذي يدفع 80 ألف دج كحقوق الفترة التربصية المحدد بثلالثة أشهر . وعند اجتياز امتحان النظري و في حال النجاح ينتقل المتربص إلى المرحلة الثانية و هي التربص التطبيقي بالتدرب على قيادة الطائرة في مطار قمار . والطائرة بطبيعة الحال هي من الحجم الصغير تتسع ل 4 مقاعد تم شراؤها لهذا الغرض من المؤسسة الوطنية لصناعة الطائرات المدنية بطفراوي – وهران –
تمنح للمتربص 50 ساعة و هي مدة التكوين التطبيقي . و قد حدد سعر الساعة الواحدة ب 15 ألف دينار جزائري يدفعها عند إجراء التدريب و لا يجبر المتربصون على التدرب بانتظام اعتبارا لظروف كل واحد . وهذا مايحدث أحيانا حالات تأخر في التخرج لأن المتربصين يدفعون للنادي نظير تكوينهم نحو 850 ألف دينار جزائري ويستفيدون من تكوين جيد في مهنة المستقبل .. وبالتالي يصبحون في ظرف قصير طيارين معترف بهم عالميا.
خلاصة القول فإن نادي سوف للطيران هو فضاء ثقافي علمي ترفيهي مفتوح على عالم تكنولوجيا الفضاء يمنح الفرصة لهواة الطيران الذين سيصبحون في المستقبل محترفين ومهرة يحلقون في الجو دون خوف.