قال مدير الاستكشاف وهندسة البترول بشركة نفط البحرين (بابكو) أنور خلف إن كل الزلازل والبراكين والهزات الأرضية التي تحدث منذ قديم الزمان ولحد الآن في مختلف دول العالم، هي نتيجة تصادم عنيف بين القارات الكبرى (الصفائح الأديمية) ببعضها بعض نتيجة حركتها.
وذكر أن قبل 250 مليون عام كانت الأرض تتكون من قارة عظيمة يحيط بها بحر، فالقارات الحالية لم تكن موجودة، وحينها تصدعت الأرض (سمة من سماتها)، فهي تتميز بأنها كوكب قشرته في تصدع مستمر، فقبل هذه القارة الأم كانت هناك قارات تكسرت وتجمعت مرة أخرى. وبعد التصدع تبدأ الأجزاء في التحرك عن بعضها بعضا بمقدار 20 سنتيمترا في العام الواحد، لتحدث بعدها فتحة تخلق بعدها أرض جديدة في قاع المحيطات، باعتبار أن التصدع يكون في قاعها. وتابع: «وبعد تصادم الصفائح ببعضها بعضا تغطس بعض أطرافها تحت الأرض لتذوب، حيث يسهم هذا في تكوين الجبال وحدوث الزلازل والهزات الأرضية». موضحا أن «عند مقارنة الخرائط الجبلية حاليا ستكون متطابقة جدا مع مواقع تصادم الصفائح الأديمية بحسب علم الجيولوجيا».
جاء ذلك في ندوة نظمتها شركة نفط البحرين «بابكو» عن «التلاقي بين القرآن الكريم وحقائق الكون والأرض» في قاعة نادي «بابكو» بالعوالي مساء أمس الأول (الأربعاء)، برعاية وزير شئون النفط والغاز ورئيس الهيئة الوطنية للنفط والغاز عبدالحسين ميرزا وبمشاركة الشيخ عبداللطيف محمود آل محمود والشيخ عبدالمحسن العصفور.
كما شارك في الندوة أستاذ الفيزياء بجامعة البحرين ورئيس الجمعية الفلكية البحرينية شوقي الدلال بمحاضرة عن الأبعاد العلمية لبعض الآيات الكونية المتعلقة بدورة حياة النجوم، فيما شارك أستاذ الفيزياء بجامعة البحرين ونائب رئيس الجمعية الفلكية البحرينية وهيب الناصر بمحاضرة عن الأبعاد العلمية لبعض الآيات القرآنية المتعلقة بالنجوم وعلاقتها بالأرض. بالإضافة إلى محاضرة لمدير عام الاستكشاف وهندسة البترول في «بابكو» أنور خلف. هذا وأوضح خلف في مجمل محاضرته أن «حركة الصفائح الأديمية تكون كسبب للحياة، وسبب للفناء، فعندما تكون الحركة موزونة (الصهارة الصادرة من الأرض التي تبرد من مياه البحار) تكون مصدر للحيات، وفي حالة كانت الحركة غير موزونة وأسرع، ستتبخر مياه البحر وتتحول المحيطات لبحار من نار. وهو ما ورد في سورة الانشقاق (سورة ق)».
ولفت قائلا: «فمن ذلك نفهم أن كل ما يحدث في دورة حياة الأرض والصفائح الأديمية، تتلاقى تماما مع ما جاء في القرآن، فهو تطرق إلى كل التفاصيل والحيثيات المتعلقة بشأن المد والتصادم ونتائجها».
وفي محاضرة رئيس الجمعية الفلكية البحرينية شوقي الدلال بشأن الأبعاد العلمية لبعض الآيات الكونية المتعلقة بدورة حياة النجوم. تطرق إلى مولد النجوم وأصل تكونها، وقال: «إن النجوم تولد في السُدم التي هي عبارة عن سحب من الغاز والغبار التي تنتج من انفجار نجوم سابقة من بلايين السنين ومع بداية نشوء الكون، فهذه النجوم لها أسماء متفرقة، حيث إن هناك 40 ألف سديم في المجرة، كلها عبارة عن حاضنات لتكوّن النجوم».
وعن كيفية استطاعة التعرف على ما بداخل هذه السُدم، أفاد الدلال بأن العين المجردة والمسلحة لا تستطيع أن تخترق هذه السُدم، فطريقة النظر لهذه السُدم تكون بالأشعة تحت الحمراء التي تستطيع أن تخترقها لننظر لما بداخلها. فهي توضح أن المنطقة غنية بالأجرام السماوية التي هي في أطوار مختلفة.
وأوضح أن دورة حياة النجوم متعددة وتدريجية، فهناك ما يسمى في العلم «الشرانق الكوكبية» الموجودة بداخل السُدم، وهي التي تشتعل وتتحول إلى نجوم تحيط بها كواكب، وهي بالتالي تجذب حولها حجما أكبر من الغبار والسحب لتشكل نجما ضخما.
وفي حديثه عن كيف تكون النجم، شرح الدلال مبينا أن «السحابة تنكمش على نفسها ويزداد الضغط بداخلها من غازات الهيدروجين الذي ينهار على نفسه بقوة الجاذبية، بحيث أن ذراته تندمج مع بعضها بعضا لتكون ذرة الهليوم، وما تبقى يفرز على شكل إشعاعات، فهو عبارة عن تحول الهيدروجين إلى الهليوم من خلال عملية نووية أو دورة كربونية». متابعا: فالنجوم التي تقوم بدمج الهايدروجين تسمى نجوم متتابع رئيس وهي في مقتبل الحياة.
ومن جانبه، تحدث أستاذ الفيزياء التطبيقية بجامعة البحرين، ونائب رئيس الجمعية الفلكية البحرينية وهيب الناصر عن الأبعاد العلمية لبعض الآيات القرآنية المتعلقة ببعض الظواهر العلمية، مشددا على ضرورة أن يصحح الجهل الفلكي لدى الجيل الحالي، باعتبار أن علم الفلك واسع وله علاقة مباشر بالأرض والإنسان.
وعلى صعيد متصل، أوضح الناصر أن فصل الصيف لا يُعد اقتراب الأرض لكوكب الشمس لأنها تكون بعيدة عنه خلال هذه الفترة، إلا أن الأرض تميل نحو الشمس بمحورها قليلا، الأمر الذي يزيد من ارتفاع درجة الحرارة. والعكس صحيح في الشتاء، فهي تكون قريبة من الشمس لكنها مائلا عكسا عنها.