معنى اسم الرحمن:
اسم مـن أسماء الله تعالـى،وهـو أيضاً صفـة من صفاته يثني عـليه به ويُـمجد ويُعـظم به.(الرحمن)
الرحمة هي: الرقة والتعطف،فالله ذو الرحمة الشاملة لجميع الخلائق في الدنيا وللـمؤمنين في الآخـرة.(الرحيم) بالمـؤمنين يوم القيامة.
متضمن للرحمة الكاملة التي قال عنها رسـول الله صلى الله عليه وسـلم: "الله أرحم بعباده مـن هذه بولدها" (1).
وقـال الله عنها: وََرَحَمتِي َوسعَت كُل شَيءٍ فَسَأكُتُبهَا للَّذين يتَّقُون ويُؤتون الزَّكَاةَ والَّذيِِنَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤمِنُونَ((2)
،سبحانه ما أعظمه وأرحمه سبقت رحمته غضبه،وسبق عفوه عقوبته،ورحمة الله الواسعـة تراها أينما يمّمـت وجهك في هذا الكـون،
وهي أعظم ما تكـون في الوحي المنزل على رسـل الله وأنـبيائه ( وَنَزَّلنَا عَلَيكَ الـكِتَاب تِبيَاناً لِّكُـل شَـيءٍ وَهُـدًى وَرَحـمَةً وَبُشرَى للِمُسلِمِين َ) .(3)
فبرحمته أرسـل إلينا رسولـه وأنزل عـلينا كـتابه، وعلمنا من الجهالة، وهدانا مـن الضلالة، وبصرنا من العمى، وأرشدنا من الغي،
وعرفنا من أسمائه وصفاته وأمثاله ما عرفنا به أنـه ربنا ومـولانا، وبرحمته عـلمنا مالـم نكن نعـلم، وأرشـدنا لمصالـح ديننا ودنيانا.
وأوسـع المـخلوقات عـرشه، وأوسع الصفات رحمته فاستوى عـلى عرشه الذي وسـع المخلوقات بصفة رحمته التي وسعت كل شيء.
ولما استوى على عرشه بهذا الاسـم الذي اشتقه من صفته،وتسمى به دون خلقه،كتب مقتضاه على نفسه يوم استوائه على عرشه
حين قضى الخلق كتاباً،فهو عنده على عـرشه "إن رحمتي سبقت غضبي" (4). وكان هـذا الـكتاب العظيم الشأن كالعهـد منه سبحـانه
للـخليقة كلها بالـرحمة لـهم، والعفو عنهم، والصفـح عنهم، والمغـفرة والتجاوز والستر والإمهـال والحلـم والأناة. وكـان من وصفة الرحمـة الجنة وسكانهـا وأعمـالهم،فـبرحمته خلقت وبرحمته عمـرت بأهلها،وبرحمته وصلوا إليها وبرحمته طـاب عيشهم فيها.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم "أن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة"(5) فأنزل منها إلى الأرض رحمة واحدة نشرها بين الخليقة ليتراحموا بها،
فبها تعطف الوالدة على ولدها والطير والوحوش والبهائم، وبهذه الرحمة قوام العالم ونظامه، فهـذا التراحم الذي بينهم بعض آثار الرحمة التي هي صفته ونعمته. وحينما يتأمل المؤمن وهو يقرأ آيات الله يمتلئ وجدانه بحب الله والخشوع له والرغبة في التقرب إليه والعمل على رضـاه فحين يعلم أن الله غفور رحيم
وأنه يقـول ( قُل يَا عبَاديَ الَّذينَ أسرَفُوا عَلَى أنفُسهِمِ لاَ تَقنَطُوا من رّحمَة الله إنَّ اللهَ يَغفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إنه هُوَ الغَفُور الرَّحيم) ((6)
ألا يجعله يتطلع لرحمـة الله في أن يغفر له ذنوبه حين يخلص إليه ويتوب، وحين يعلم أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين وأنه هو الذي يبسط الرزق وحين يعلم أنه هو الواحد القهار ألا يمتلئ قلبه رهبة من الله الذي يقهر بسلطانه كل شيء وحين يعلم أن الله هو علام الغـيوب الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ألا يتحرز وهو يهم بأي عـمل مـن الأعـمال لأنه يعلـم أن الله يراه ويراقبه فـلا يخفى عليه عـمل أو فـكر أو شعـور