أسماءُ الأفعالِ
رابعاً : السَماعيُّ والقياسيُّ من أسماءِ الأفعالِ :
أسماءُ الأفعالِ جميعُها : المرتَجَلُ والمنقولُ سماعيٌّ ، ما عدا وزن (فَعَالِ) ، الذي يُمكن قياسُه من كلِّ فعلٍ ثلاثيٍّ ، تامِّ مُتَصَرّفٍ مثل : حَذارِ ونَزالِ ، نقول : حذارِ الدهانَ ، نزالِ مسرعاً .
وقد وَرَدَ هذا الوزنُ شذوذاً من غيرِ الثلاثيِّ ، مثل بَدَارِ من بادَرَ ودَاركِ من أدْرِكْ ، فلا يُقاسُ عليه .
خامساً : أحكامُ أسماءِ الأفعالِ :
1- أسماءُ الأفعالِ كلها مبنيةٌ على ما سُمِعت عليه ، وتُلازِمُ حالةً واحدةً في الإفرادِ والجمعِ والتذكيرِ والتأنيثِ ، إلاّ همزةَ (هاء) وما اتصَلَ (بكاف) الخطابِ ، فإنهما يتصرفان . نقول : هاكَ ، هاكِ ، هاكُما ، هاكُمْ ، هاكُنّ ، رويدَكَ ، رويدَكِ ، رويدَكُما ، رويدَكُمْ ، رويدَكُنّ .
2- تَعْمَلُ أسماءُ الأفعالِ عَمَلَ الأفعالِ التي هي بمعناها ، من حيث التّعْديةُ واللزومُ وطلبُ الفاعلِ . ففي قولنا: رَوَيْدَ المُفْلِسَ : احتاجَ اسم الفعل رويدَ إلى فاعل ، وهو الضميرُ المستترُ المُقَدَّرُ (أنت) ، ونصبَ (المفلسَ) على أنهُ مفعولٌ به منصوبٌ ، وهو ما يُتْطَلَّبُ في جملة (أرْود المفلِسَ) .
3- يُقالُ فيما لا ينونُ من هذه الأفعالِ أنّهُ واجبُ التعريف ، أما ما يُنوَّنُ فيها فيسمى واجبَ التنكيرِ . ويترتبُ على التنوينِ وعَدَمِهِ معانِ إضافيةٌ . فإذا قُلٍتَ لمُحَدّثِكَ : صَهْ . فالمقصودُ أن يَسْكُتَ عن حديثهِ الذي يتحدثُ فيه ، ويجوزُ أن يتجهَ إلى غيرِهِ .
أما إذا قُلْتَ له (صَهٍ) فالمقصود أن يَسْكُتَ عنْ كلِّ حديثٍ .
والأمرُ يُقاسُ في (إيهِ) أن يمضي في حديثِهِ المعهودِ ، و(إيهٍ) أن يتحدَّثَ في أيَّ أمرٍ يشاءُ .
4- الغَرَضُ من وَضْعِ أسماءِ الأفعالِ ، الإيجازُ والتوكيدُ والمبالَغَةُ .