أولاً : الزكاة وحكمها :-
الزكاة : مأخوذ من الزكاء بمعنى الزيادة ... وهي في الشريعة حق يجب في المال ، وهي ثالث أركان الإسلام الخمسة وفرضت الزكاة في السنة الثانية للهجرة .
**حكمها :--
الزكاة واجبة يدل على هذا القرآن والسنة والإجماع .
فمن القرآن قوله تعالى ( وآتوا الزكاة ) .
ومن السنة : قول النبي لمعاذ عندما بعثه إلى اليمن " أعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم " .
*ومن الإجماع : لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم وكان أبو بكر، وكفر من كفر من العرب ، فقال
عمر : كيف تقاتل الناس ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أمرت أن أقاتل الناس حتى
يقولوا لا إله إلا الله ، فمن قالها فقد عُصم في ماله ونفسه إلا بحقها وحسابه على الله " .
فقال : والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ، فإن الزكاة حق المال ... والله لو منـعوني عقالاً
كانوا يؤدونه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه .
قال عمر : فوالله ما هو إلا رأيت الله شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق .
شروط وجوب الزكاة :
الإسلام : فلا زكاة على الكافر ، وهذا لا يعني أنه لن يعذب ، فليس بعد الكفر ذنب .
الحرية : فلا يزكي العبد ماله لأن مال العبد مال سيده ، ولكن سيد العبد يزكي عما في يد عبده .
ملك النصاب : فلا زكاة فيما دون النصاب إلا إذا شاء المالك .
والنصاب هو كمية مقدرة إذا لم يبلغها المال فلا زكاة فيه تختلف باختلاف نوع المال .
استقرار النصاب .
أن يحول الحول ( سنة كاملة ) على المال في بهيمة الأنعام والنقدين وعروض التجارة .
وأما في النبات : ففي الحب إذا اشتد ، وفي الثمرة إذا بدا صلاحها .
وفي الركاز والمعدن : إذا وجده أخرج زكاته ، ولا يخرج منهما زكاة إلا مرة واحدة .
حكم منكر الزكاة أو مانعها :
من أنكر وجوب الزكاة جهلاً كحديث عهد بإسلام علم حكمها ولم يكفر .
وإن علم حكمها أو أنكرها من كان عالماً بها فإنه يكفر ، ويستتاب ثلاثة أيام ، فإن تاب وإلا قتل .
ومن منعها مع اقراره بوجوبها لم يكفر ، وعلى الإمام أن يأخذها منه بالقوة ويعزر .
بعض أحكام الزكاة :
*يكره قول ضريبة على الزكاة ، لأن الضريبة تتنافى مع شريعة الإسلام ، التي أوجبت الزكاة طاعة لله ولرسوله أولاً ، ولمصلحة للمجتمع المسلم .
* لا يجوز شراء الزكاة من الفقير بعد اعطاءه إياها ، إلا إذا كان في ذلك مصلحة للفقير .
* الصبي والمجنون إذا ملكا النصاب يخرج عنهما وليهما .
* في صداق المرأة زكاة إذا تم حول على استلامها له .
تأثير الدين في الزكاة :
من كان عليه دين فلا تجب عليه الزكاة إذا كان الدين يستغرق المال كله أو يقطع النصاب .
أما الديون التي لك على الآخرين فعليك زكاتها إذا كانوا قادرين على أدائها .
التحايل على أداء الزكاة :
يقصد به من تحايل لكي لا يؤدي زكاة المال بأي شكل كان .
والشكل الأكثر انتشاراً هو أن يبيع المال إذا قرب نصابه بمال آخر لكي ينقطع النصاب .
مثال : من كان عنده إبل تحقق النصاب ، فلما قرب اكتمال الحول باعها وقبض قيمتها مالاً أو ذهباً لكي لا يؤدي الزكاة .
**حكمها : حرام لإنها خداع ، ولا توقف الحول ، بل يستمر الحول في الثمن الذي قبضه .
{انشاءالله نوفيكم بتفصيلها لاحقا}